نددت ألمانيا الأربعاء بزيارة وزيرين إسرائيليين إلى المسجد الأقصى، وقالت إنها تتوقع من الحكومة الإسرائيلية وقف الاستفزازات المتعمدة.
ونشرت وزارة الخارجية الألمانية على منصة إكس للتواصل الاجتماعي “نرفض الخطوات الأحادية التي تعرض الوضع الراهن التاريخي للأماكن المقدسة في القدس للخطر”.
هذا واقتحم وزيران إسرائيليان ومئات المستوطنين المتطرفين، اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة تحت حماية شرطة الاحتلال، في ما تعرف “بذكرى خراب الهيكل”.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة عصر اليوم إن أكثر من 2958 مستوطنا ومتطرفا اقتحموا المسجد الأقصى منذ صباح اليوم، بينهم وزيران وعضو في الكنيست الإسرائيلي.
وأكدت مصادر في دائرة الأوقاف أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير اقتحم المسجد الأقصى، في حين قالت الجزيرة إن وزير شؤون النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف من حزب “عظمة يهودية” يشارك في الاقتحامات أيضا.
من جانبها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هاليفي كان من بين مقتحمي الأقصى صباح اليوم.
وأكدت مصادر في دائرة الأوقاف الإسلامية أن شرطة الاحتلال تمنع المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية مقاطع تظهر أعدادا كبيرة من المستوطنين وهم يرقصون ويؤدون صلوات تلمودية في باحات الأقصى.
وخلال اقتحامه للأقصى صباح اليوم الثلاثاء قال بن غفير إن “هناك تقدما كبيرا جدا في فرض السيادة والسلطة على جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، وإن سياستنا أن نسمح لليهود بالصلاة هنا”.
وأضاف بن غفير “يجب ألا نذهب إلى المؤتمرات في الدوحة أو القاهرة (في إشارة إلى المفاوضات بشأن غزة)، بل الانتصار على حركة حماس وتركيعها”، وفق تعبيره.
مكتب نتنياهو يعلق
يأتي ذلك بينما أصدر مكتب ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانا جاء فيه أن “ما حدث صباح اليوم في جبل الهيكل يعدّ تجاوزا للوضع القانوني القائم”.
وقال نتنياهو إن “صنع السياسات بشأن جبل الهيكل يخضع مباشرة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو”.
وأكد أنه “لا توجد سياسة خاصة لأي وزير بشأن جبل الهيكل، لا لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ولا لأي وزير آخر”.
من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن حملة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الانتخابية “داخل جبل الهيكل (المسجد الأقصى) وبخلاف موقف الأجهزة الأمنية تعرّض حياة مواطنينا وقواتنا للخطر”.
حماس تدعو لوقف اعتداءات المستوطنين
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن “اقتحام الوزيرين الإسرائيليين إيتمار بن غفير ويتسحاق فاسرلاوف باحات المسجد الأقصى المبارك على رأس مجموعات من قطعان المستوطنين إمعان في العدوان على شعبنا ومقدساته واستفزاز لمشاعر المسلمين”.
وأضافت الحركة -في بيان- أن تكرار تزامن اقتحامات المستوطنين مع أعياد اليهود وأداء صلوات تلمودية ورفع الرايات في المسجد الأقصى كل ذلك لن يفلح في تهويده أو فرض واقع جديد عليه والعبث في هويته العربية الإسلامية.
وأكد البيان أن سلوك حكومة “المتطرفين الصهاينة” وأعضائها مجرمي الحرب يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي لردعها ومحاسبتها.
إدانة واستنكار
وفي تعليق لها بهذا الشأن، قالت وزارة الخارجية الأردنية إن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى خرق فاضح للقانون الدولي وللوضع التاريخي القائم في القدس ومقدساتها.
وأضافت الخارجية -في بيان- أن إصرار الحكومة الإسرائيلية وأعضائها المتطرفين على الاقتحامات ضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط.
بدورها، أدانت وزارة الخارجية المصرية الاقتحامات وشددت -في بيان- على أن ما حدث تصرفات غير مسؤولة ومستفزة وتمثل خرقا للقانون الدولي والوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس الشريف.
وأكدت ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدور فاعل في مواجهة تلك الانتهاكات التي تهدف إلى تأجيج المشاعر وإفشال جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.