منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، عملت إسرائيل على تنفيذ خطة عسكرية تهدف إلى تقسيم القطاع إلى مناطق معزولة عن بعضها البعض عبر محاور برية. هذه المحاور تهدف إلى تعزيز السيطرة العسكرية الإسرائيلية على القطاع وفصل المناطق المختلفة بشكل عرضي.
محاور التقسيم العسكرية:
في الأسابيع الأولى من الحرب، بدأت إسرائيل بتطوير محاور عسكرية لتقليص قدرة القطاع على التنقل والاتصال بين مناطقه. وكان محور “نتساريم” هو البداية، حيث فصلت إسرائيل محافظة الشمال في غزة ومدينة غزة عن وسط وجنوب القطاع. ويمثل هذا المحور أحد أهم الخطوات التي اتخذتها إسرائيل لتوسيع نطاق سيطرتها على غزة وتفكيك تواصل المناطق المختلفة في القطاع.
لاحقًا، مع تطور الحرب، قامت إسرائيل بتوسيع سيطرتها عبر محور “فيلادلفيا” الذي أدى إلى فصل قطاع غزة عن مصر بشكل كامل. كان هذا المحور بمثابة نقطة حاسمة في محاولات الفصل بين غزة والحدود الجنوبية مع مصر.
محور جباليا أو “مفيلاسيم”:
بعد عدة أشهر من التصعيد، قامت إسرائيل بتأسيس محور “جباليا” أو “مفيلاسيم”، والذي فصل محافظة الشمال كليًا عن مدينة غزة. هذا المحور يمثل أحد الأبعاد الجديدة في خطة إسرائيل العسكرية لتقطيع غزة إلى أجزاء منفصلة وفرض سيطرة أكبر على التحركات الفلسطينية داخل القطاع.
محور كيسوفيم: تعزيز الفصل بين رفح وخان يونس:
في أحدث تطورات الخطة الإسرائيلية، تشير التقارير إلى أن إسرائيل تعتزم تأسيس محور آخر قبالة معبر “كيسوفيم”، والذي يهدف إلى فصل مدينتي رفح وخان يونس عن المحافظة الوسطى. مع هذا المحور، يتوقع أن تعزز إسرائيل تقسيم القطاع بشكل أكثر وضوحًا، مما يساهم في إضعاف التواصل بين مدن غزة الكبرى ويزيد من عزل المناطق عن بعضها البعض.
المعابر والحدود:
على مستوى المعابر، تشير التقارير إلى أن معبر “كرم سالم” لا يزال مفتوحًا جزئيًا، ولكن ذلك لا يحسن من الوضع الإنساني في القطاع، حيث تواصل إسرائيل فرض حصار محكم على غزة وتقييد حركة البضائع والمساعدات الإنسانية. من جهة أخرى، يبقى معبر رفح مغلقًا جزئيًا، مما يعزز من عزلة القطاع عن الخارج.
تعزيز السيطرة:
وفق محللين فإنه من خلال محاور التقسيم العسكرية التي أسستها إسرائيل منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، يبدو أن تل أبيب تسعى لتحقيق أهدافها العسكرية عبر تقطيع قطاع غزة إلى مناطق متفرقة ومعزولة عن بعضها؛ ومن المرجح أن يساهم هذا الفصل في تعزيز سيطرة إسرائيل على الأرض الفلسطينية وتقليص قدرة المقاومة الفلسطينية على التنسيق والتواصل بين مختلف المناطق.