كشف مكتب الإعلام الحكومي والدفاع المدني في غزة تفاصيل جديدة عن المجزرة المروعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء في منطقة مواصي خان يونس، ونددت بها الأمم المتحدة.
وقال المكتب -في بيان عبر تطبيق تليغرام- إن 22 شهيدا لم يصلوا المستشفيات بعد المجزرة، حيث ذابت جثامينهم واختفت بسبب القنابل العملاقة التي قصفت بها قوات الاحتلال الموقع الذي كان يضم خيما تؤوي نازحين.
وكان الدفاع المدني في غزة أعلن في وقت سابق اليوم أن فرقه انتشلت 40 شهيدا و60 جريحا سقطوا في غارات إسرائيلية على مخيم في منطقة كانت تضم نحو 30 خيمة لنازحين.
والموقع المستهدف ضمن ما تزعم إسرائيل أنها منطقة “آمنة” تمتد بين محافظتي رفح وخان يونس بجنوب قطاع غزة.
عائلات اختفت
وأوضح الدفاع المدني أن القصف خلف دمارا كبيرا، حيث نفذ بصواريخ شديدة الانفجار مما خلّف 3 حفر بعمق يصل إلى نحو 10 أمتار.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل للجزيرة إن هناك عائلات كاملة اختفت بين الرمال جراء المجزرة.
وأضاف بصل أنه لا يمكن تحديد عدد ضحايا القصف على خيام النازحين في المواصي بسبب استمرار الإبلاغ عن مفقودين.
من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ القصف الإسرائيلي على مواصي خان يونس تم بقنابل “إم كيه- 84” الأميركية الصنع.
وأضاف المرصد أن استخدام هذا النوع من القنابل ذات التدمير الواسع مؤشر إلى النية لقتل أكبر عدد من المدنيين.
وقالت مديرة الإستراتيجيات في المرصد الأورومتوسطي مها الحسيني للجزيرة إن المجزرة تبين النية المبيتة لدى إسرائيل لإيقاع أكبر عدد من المدنيين ضحايا.
وفي تصريحات للجزيرة قالت الحسيني إنه لا شيء يبرر لإسرائيل استخدام الأسلحة التي ألقتها على المواصي.
زعم ونفي
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه قصف المنطقة الإنسانية في مواصي خان يونس، وزعم أنه استهدف 3 قياديين في حركة حماس، عملوا على تخطيط وتنفيذ عمليات عسكرية ضد الجيش والإسرائيليين.
بيد أن حركة حماس نفت ادعاء جيش الاحتلال وجود مقاومين في منطقة المواصي المستهدفة بخان يونس، ووصفت تلك المزاعم بأنها كذب مفضوح.
وكانت منطقة المواصي بخان يونس تعرضت في يوليو/تموز الماضي لقصف إسرائيلي أسفر عن استشهاد وإصابة مئات النازحين، وزعم الجيش الإسرائيلي حينها أنه استهدف قياديين في حركة حماس بينهم محمد الضيف قائد كتائب القسام.
تنديد أممي
وفي ردود الفعل الدولية، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة بالقصف الإسرائيلي للمنطقة المخصصة للنازحين في قطاع غزة، وفق ما صرح به المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.
وقال دوجاريك إن استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المكتظة بالسكان أمر غير معقول.
كما ندد منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند بشدة الغارات الإسرائيلية على منطقة المواصي المكتظة بالسكان في خان يونس.
وجدد وينسلاند دعوته لكل الأطراف من أجل التوصل على الفور إلى اتفاق يؤدي إلى الإفراج عن جميع المحتجزين، ووقف إطلاق النار.
كما ندد وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي بالغارة الإسرائيلية على منطقة آمنة في خان يونس، مشيرا إلى أن كل الأطراف ملزمة بحماية المدنيين.
وشدد إيدي على ضرورة وضع حد للحرب، قائلا إن على كل الأطراف حماية المدنيين.
وفي واشنطن، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن التقارير عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في الغارة على منطقة المواصي مقلقة للغاية.
وأضاف كيربي أن بلاده ستسعى للحصول على مزيد من المعلومات من إسرائيل بشأن القصف.
من جهته، وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ما وقع في خان يونس بأنه صادم ويؤكد أهمية وقف إطلاق النار.
قصف متواصل
في غضون ذلك، استمر القصف الإسرائيلي على غزة مخلفا المزيد من الشهداء.
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد شخصين إثر قصف قوات الاحتلال منزلا في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. كما استشهد فلسطيني جراء إطلاق مسيرات إسرائيلية النار على مواطنين في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
وكان 6 فلسطينيين استشهدوا في وقت سابق إثر قصف قوات الاحتلال مطعما بساحة الشوا شرقي المدينة.
وفي وسط القطاع، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد سيدة فلسطينية وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف مسجدا بمخيم البريج.
وفي جنوبي قطاع غزة، استشهد في وقت مبكر اليوم 5 أشخاص في قصف على قيزان النجار شرقي خان يونس.
وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر في القطاع خلال 24 ساعة وصل منها إلى المستشفيات 32 شهيدا و100 مصاب.
وقالت الوزارة إن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفع إلى 41 ألفا و20 شهيدا و94 ألفا و925 مصابا.
وفي تطور آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم إصابة ضابط برتبة عقيد بجروح متوسطة جراء انهيار فتحة نفق وسط قطاع غزة.