الأحد 7 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 8 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إيران استغلت مهمة الإغاثة من الزلزال لنقل أسلحة إلى سوريا

قالت تسعة مصادر سورية وإيرانية وإسرائيلية وغربية إن إيران استخدمت رحلات الإغاثة من الزلزال لجلب أسلحة ومعدات عسكرية إلى حليفتها الاستراتيجية سوريا.

وذكرت المصادر لرويترز أن الهدف هو تعزيز دفاعات إيران ضد إسرائيل في سوريا ودعم الرئيس بشار الأسد. ورويترز هي أول من يعلن هذه التطورات.

وقالت المصادر إن بعد زلزال السادس من فبراير شباط في شمال سوريا وتركيا، بدأت مئات الرحلات الجوية من إيران في الهبوط في مطارات حلب ودمشق واللاذقية لتوصيل الإمدادات، واستمر ذلك لسبعة أسابيع. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ستة آلاف لقوا حتفهم في سوريا.

ميليشيات إيران في سوريا

وذكر مصدران إقليميان ومصدر مخابرات غربي أن الإمدادات تضمنت معدات اتصالات متقدمة وبطاريات رادار وقطع غيار مطلوبة لتحديث مزمع لنظام الدفاع الجوي السوري الذي مدت به إيران دمشق في حربها الأهلية.

وتحدثت رويترز إلى اثنين من مسؤولي المخابرات الغربية ومصادر مقربة من القيادتين الإيرانية والإسرائيلية وكذلك منشق عسكري سوري وضابط سوري عن الرحلات الجوية المذكورة.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت إيران قد استخدمت طائرات الإغاثة الإنسانية بعد الزلازل لنقل معدات عسكرية إلى سوريا بهدف تعزيز شبكتها هناك ومساعدة الأسد، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك “هذا غير صحيح”.

ولم ترد الحكومة السورية على طلب للتعقيب.

وقالت مصادر إقليمية لرويترز إن إسرائيل سرعان ما علمت بتدفق الأسلحة إلى سوريا وأطلقت حملة شرسة للتصدي لذلك.

وقال البريجادير جنرال يوسي كوبرفاسر، أحد المصادر المطلعة ورئيس الأبحاث السابق في الجيش الإسرائيلي والمدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية، إن الضربات الجوية الإسرائيلية ضد الشحنات اعتمدت على معلومات مخابراتية دقيقة للغاية، لدرجة أن الجيش الإسرائيلي كان يعلم أي شاحنة سيستهدفها في قافلة ممتدة من الشاحنات.

“تحركات كبيرة”

قال مسؤول دفاعي إسرائيلي، طلب عدم ذكر اسمه، لرويترز “تحت ستار شحنات مساعدات الزلزال إلى سوريا، رصدت إسرائيل تحركات كبيرة لمعدات عسكرية من إيران، يتم نقلها بشكل أساسي في أجزاء”.

وأضاف أن معظم المساعدات سُلمت إلى مطار حلب في شمال سوريا. وقال إن الوحدة السورية 18000 بقيادة حسن مهدوي التابعة لفيلق القدس، وهو جهاز التجسس والذراع شبه العسكري للحرس الثوري الإيراني، تولت تنظيم الشحنات.

وأشار إلى أن وحدة النقل 190 التابعة لفيلق القدس بقيادة بهنام شهرياري تولت النقل البري. ولم يتسن لرويترز التواصل مع مهدوي وشهرياري للتعليق. وأحجم الحرس الثوري عن التعقيب.

وقال المنشق العسكري السوري العقيد عبد الجبار عكيدي، الذي يحتفظ بصلات في الجيش السوري “الاستهدافات (الإسرائيلية) الأخيرة استهداف لاجتماعات لقادة مهمين من الميليشيات الإيرانية، بالإضافة إلى شحنات من الرقائق لتطوير الأسلحة”. ولم يذكر عكيدي مكان الاجتماع.

قافلة إيرانية- أرشيفية

وذكر مصدر إقليمي أن إسرائيل قصفت مدرج مطار حلب بعد ساعات فقط من هبوط طائرتي شحن إيرانيتين بشحنات أسلحة تحت ستار نقل مساعدات الإغاثة الإنسانية. وأكد مصدران في مخابرات غربية تلك المعلومات.

وكان البريجادير جنرال إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، أول مسؤول أجنبي تطأ قدماه منطقة الزلزال في سوريا، قبل أيام قليلة من وصول الأسد نفسه. ولم يتسن لرويترز التواصل مع قاآني للتعقيب. وأحجم الحرس الثوري عن التعليق.

وفي حالة وقوع كارثة إنسانية، يمكن لطائرات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة أن تطلب الحصول على حقوق الهبوط من السلطات المحلية. وتُستثنى البضائع الإنسانية من العقوبات.

وفي هذه الحالة، منحت السلطات السورية حقوق هبوط لرحلات جوية مباشرة قادمة من روسيا وإيران.

وقال مصدر إقليمي مقرب من القيادة الدينية الإيرانية “كان الزلزال كارثة مؤسفة، ولكن في الوقت نفسه، أعاننا الله لمساعدة إخواننا في سوريا في قتالهم ضد أعدائهم. تم إرسال كميات من الأسلحة إلى سوريا على الفور”.

مخابرات إسرائيلية دقيقة

تنفذ إسرائيل على مدى أعوام هجمات ضد ما تصفها بأنها أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، حيث نما نفوذ طهران منذ أن بدأت في دعم الأسد في الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011.

وقال ضابط بالجيش السوري، طلب عدم ذكر اسمه، إن الإسرائيليين يكثفون جهودهم لهزيمة إيران في سوريا.

وأضاف “لماذا الآن؟ ببساطة لأن لديهم معلومات أن شيئا ما يجري تطويره بسرعة. يجب أن يوقفوه ويستهدفوه لإبطائه. خلق الزلزال الظروف المواتية، الفوضى التي أعقبته سمحت للطائرات الإيرانية بالهبوط بسهولة”.

وقال مصدر أمني إقليمي ومصدرا مخابرات غربية لرويترز إنه في الثالث من أبريل نيسان في أعقاب المزيد من الزلازل، شملت الأهداف الإسرائيلية مستودعات أسلحة في جبل المانع بالقرب من منطقة الكسوة الجبلية جنوبي دمشق حيث قامت القوات الإيرانية وجماعة حزب الله اللبنانية بتشييد ما قد يكون أكثر مواقعها العسكرية تحصينا في سوريا.

وأضاف المصدر الإقليمي أنه تم قصف محطة رادار تستخدم للطائرات المسيرة في الثالث من أبريل نيسان أيضا، مؤكدا ما قاله مصدران في مخابرات غربية لرويترز.

وقال مصدر مخابراتي غربي “نعتقد أن الميليشيات الإيرانية نقلت كميات ضخمة من الذخيرة، وأعادت تخزين الكميات التي فُقدت في ضربات سابقة نفذتها طائرات إسرائيلية مسيرة”، في إشارة إلى الرحلات الجوية الإيرانية منذ زلزال السادس من فبراير شباط.

    المصدر :
  • رويترز