سحبت إيران بعض قادتها العسكريين من سوريا مع استمرار الفصائل المسلحة في التقدم المتسارع من الشمال نحو العاصمة دمشق، وفقا لمسؤول عراقي ودبلوماسي إقليمي.
وبدأت إيران في إجلاء كبار القادة من فيلق الحرس الثوري يوم الجمعة بعد أن اجتاحت الفصائل المسلحة مدينة حماة يوم الخميس.
كما قامت إيران بإجلاء الموظفين الدبلوماسيين غير الأساسيين وعائلات الدبلوماسيين من دمشق، وفقا للمسؤول العراقي، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.
وأمرت إيران بالإجلاء، لأنها “خشيت أن يتم حصارها بعد الانهيار في سوريا”، وفقا للمسؤول العراقي.
السفارة لا تزال تعمل
كما أكد أن السفارة الإيرانية في دمشق لا تزال تعمل. وقال الدبلوماسي الإقليمي إن معظم العسكريين الذين غادروا سوريا فعلوا ذلك جواً من مطار دمشق.
وقال المسؤول العراقي إن بعض الأشخاص تم إجلاؤهم براً إلى الأراضي العراقية.
وتشير عمليات الإجلاء إلى القلق المتزايد لدى إيران من أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون قادرا على الصمود في وجه الهجوم.
وقالت القوات المتمردة يوم السبت إنها تقترب من حمص، على بعد حوالي 100 ميل شمال دمشق، ونفذت عملية واحدة على الأقل داخل المدينة.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اندلعت اشتباكات بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب شمال البلاد.
واستطاعت الفصائل بسط سيطرتها على مركز مدينة حلب في 30 نوفمبر، وعلى محافظة إدلب بشكل كامل شمال غرب البلاد.
والخميس، طردت الفصائل قوات النظام خارج محافظة حماة وسط البلاد، عقب اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
والجمعة، واصلت الفصائل تقدمها لتسيطر على مناطق جديدة بمحافظة حمص (وسط)، التي تحظى بأهمية استراتيجية على طريق دمشق.
وبسطت فصائل المعارضة السورية، مساء الجمعة، سيطرتها على مركز محافظة درعا المحاذية للحدود الأردنية، عقب اشتباكات مع قوات النظام في المحافظة، التي تعتبر مهد الانتفاضة الشعبية ضد النظام عام 2011.
والسبت، سيطرت مجموعات معارضة محلية على مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، جنوبي البلاد.
تزامن ذلك مع عملية “فجر الحرية” التي أطلقها الجيش الوطني السوري مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بهدف إجهاض محاولات إنشاء ممر إرهابي بين تل رفعت بمحافظة حلب، وشمال شرق سوريا، وتمكن من تحرير تل رفعت من إرهابيي تنظيم “بي كي كي/ واي بي جي”.