کشف مصطفى زهراني رئيس الشؤون الاستراتيجية في معهد الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية أن بلاده لا تملك استراتيجية الخروج من الحرب في سوريا، وأن رئيس النظام السوري بشار الأسد سيدير ظهره لإيران ويبقى مع روسيا بحكم أن موسكو يمكنها الوقوف أمام الولايات المتحدة الأميركية.
وقال زهراني في مقال نشره موقع “دبلوماسي إيراني” التابع لصادق خرازي سفير إيران السابق في “الأمم المتحدة” : “سوريا ستكون مع الجهة التي يمكنها الحفاظ على بشار الأسد وفي هذه المعادلة كان الروس أكثر دعما للأسد. رغم أن إيران لعبت دورا أكبر في الدعم الميداني لكن من حيث الغطاء الجوي والامتيازات الدولية التي تتمتع بها روسيا، تجعل من الأسد أن يكون أقرب لموسكو من طهران و في نهاية المطاف يبدو أن الأسد سيتجه نحو روسيا ويدير ظهره لإيران “.
وأضاف رئيس الشؤون الاستراتيجية في معهد الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية: “كنا متفائلين أن تكون الحرب في سوريا قصيرة وأن العدو ضعيف ويمكننا إنهاء المعركة بسرعة.. أغلبية الدول التي تدخلت في سوريا كانت متفائلة ولم تفكر في كيفية الخروج ومن بينهم إيران وتركيا. أما روسيا فلديها استراتيجية الخروج حيث اقتصر دورها بالغطاء الجوي لذلك نحن لدينا مشكلة في استراتيجية الخروج من سوريا”.
وأوضح زهراني أن المشروع النووي جعل من إيران تهديدا للأمن في المنطقة وكانت الحجة في السابق هي النشاطات النووية لكن بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع الدول الست الكبرى لم تبق حجة إلا دور إيران في المنطقة لاسيما في دول مثل سوريا والعراق واليمن. حسب رأيه.
وقال الدبلوماسي الإيراني: “حتى وإن كانت هيلاري كلينتون رئيسا، للولايات المتحدة كانت ستسير في اتجاه وصف إيران تهديدا أمنيا في المنطقة، لكن وصول دونالد ترمب للبيت الأبيض جعل الأمر يسير بسرعة أكبر”.
من خلال هذا المقال يشير زهراني الذي شغل منصب نائب سفير إيران لدى الأمم المتحدة بين 2000 و2004 أن على طهران إيجاد حل للخروج من الأزمة السورية قبل فوات الأوان خصوصا وأن دول المنطقة أصبحت أكثر معرفة تجاه التدخلات الإيرانية.
ويضيف الدبلوماسي الإيراني أن روسيا وصلت إلى أهدافها في سوريا ومن الآن فصاعدا ستدخل في صفقات مع الولايات المتحدة وحتى إسرائيل حول القضية السورية. حسب تعبير المسؤول الإيراني.
وتعد هذه المرة الأولى التي يكشف فيها مسؤول في الخارجية الإيرانية عن المشاكل التي تواجهها بلاده في الأزمة السورية وعلاقة الرئيس السوري بشار الأسد بحلفائه الروس والإيرانيين الذين لم يدخروا جهدا في مساعدته بالبقاء في السلطة بسوريا.
مصادر العربية