شوارع طهران - رويترز
اتهم محسن منصوري، محافظ طهران، متظاهرين بمهاجمة الشرطة وتدمير ممتلكات عامة خلال احتجاجات على وفاة شابة أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية.
وتوفيت مهسا أميني (22 عاما) بعدما دخلت في غيبوبة في أعقاب إلقاء شرطة الأخلاق القبض عليها في طهران الأسبوع الماضي، بسبب “زيها غير المناسب”، الأمر الذي أثار غضبا في أنحاء البلاد واحتجاجات في العديد من المناطق، منها العاصمة.
واتسع نطاق الاحتجاجات أمس الاثنين وكانت أشدها في المنطقة الكردية. وقالت جماعة هنكاو الكردية لحقوق الإنسان إن ثلاثة أشخاص قُتلوا هناك يوم الاثنين عندما فتحت قوات الأمن النار، مُقللة بذلك حصيلة سابقة ورد أنها خمسة قتلى.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من النبأ كما لم يرد تأكيد رسمي بشأن القتلى.
وأثارت وفاة مهسا أميني تنديدات على مستوى البلاد، واستُخدم وسم # مهسا أميني باللغة الفارسية في أكثر من ثلاثة ملايين تغريدة على تويتر.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مظاهرات في العديد من المدن، ظهر فيها نساء يلوحن بأغطية رؤوسهن ومتظاهرون يواجهون قوات الأمن.
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة مقاطع الفيديو.
وقال محافظ طهران، في تغريدة على تويتر الليلة الماضية، “العناصر الرئيسية لتجمعات الليلة في طهران كانت مُنظمة ومُدربة ومُخطط لها بشكل كامل لإحداث اضطرابات في طهران”.
وأضاف “حرق العلم وسكب الديزل على الطرقات وإلقاء الحجارة ومهاجمة الشرطة وإضرام النار في الدراجات النارية وصناديق القمامة وإتلاف الممتلكات العامة… إلخ.. ليس من عمل الناس العاديين”.
وفي إحدى الاحتجاجات الكبيرة بطهران، صرخ حشد من المتظاهرين يرتدون ملابس سوداء “أين أنت يا يوم نكون فيه مسلحين”، بحسب مقطع فيديو نشره حساب (تصوير1500) على تويتر، الذي ينشر لقطات يقول إنه يتلقاها من الجمهور. ولدى هذا الحساب 70 ألف متابع.
وأظهر فيديو آخر من طهران سيارات شرطة نوافذها مهشمة بينما تطلق سيارة قريبة لقوات الأمن خراطيم مياه صوب مُحتجين.
وقال نائب قائد الشرطة في مقاطعة جيلان بشمال إيران إن الشرطة اعتقلت 22 محتجا بتهمة إتلاف ممتلكات عامة.
وقالت الشرطة إن مهسا أميني أُصيبت بوعكة صحية بينما كانت تنتظر مع أُخريات في مركز شرطة الأخلاق الذي نُقلت إليه.
لكن والدها قال مرارا إن ابنته لم تكن تعاني من مشكلات صحية وإن الكدمات كانت ظاهرة على قدمها، مُحملا الشرطة مسؤولية وفاتها.
وفي المنطقة الكردية قالت منظمة هينكاو الحقوقية إنه 13 مدينة شهدت احتجاجات أمس الاثنين وجرى اعتقال 250 شخصا.
وذكرت المنظمة أسماء ثلاثة أشخاص قالت إنهم قُتلوا خلال احتجاجات في ثلاث مدن مختلفة، بينها مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني. وقالت هينكاو إن شخصا تم تحديده سابقا بأنه متوف اتضح أنه مُصاب فقط في الحقيقة.
وطالبت الولايات المتحدة أمس بمحاسبة المسؤولين قائلة إن “وفاة مهسا أميني بعد إصابتها بجروح في أثناء احتجازها لدى الشرطة لوضعها حجابا ’وصف بأنه غير لائق’ يعد إهانة مروعة وشنيعة لحقوق الإنسان”. كما نددت فرنسا باعتقالها “والعنف الذي تسبب في وفاتها”.
وقال قائد شرطة طهران حسين رحيمي إنه تم توجيه “اتهامات جبانة” إلى الشرطة الإيرانية، وإن أميني لم تتعرض لأذى جسدي، وإن الشرطة “فعلت كل شيء” لإنقاذ حياتها.
وأضاف رحيمي في بيان نقلته وكالة أنباء فارس “هذا الحادث مؤسف بالنسبة لنا ونتمنى ألا نشهد مثل هذه الحوادث أبدا”.