حذر رئيس اللجنة العسكرية في حلف شمال الأطلسي الأميرال روب باور اليوم السبت من أن زيادة حجم الإنفاق الدفاعي للحلفاء لن تؤدي بالضرورة إلى تعزيز الأمن بسبب الارتفاع الحاد في أسعار الأسلحة والذخائر.
وقال باور بعد اجتماع لوزراء دفاع دول الحلف في أوسلو “أسعار العتاد والذخائر ترتفع بشدة. نحن ندفع في الوقت الحالي المزيد مقابل الكمية نفسها بالضبط”.
وأضاف “يعني هذا أننا لا نستطيع ضمان أن تؤدي زيادة الإنفاق الدفاعي فعلا إلى مزيد من الأمن”.
ودعا باور القطاع الخاص إلى مزيد من الاستثمار في قطاع الدفاع لزيادة الطاقة الإنتاجية، وحث صناديق التقاعد والبنوك على التوقف عن وصف الاستثمارات الدفاعية بأنها غير أخلاقية.
وقال “الاستقرار على المدى الطويل يسبق (في الأولوية) الأرباح على المدى القصير. وكما رأينا في أوكرانيا فإن الحرب هي حدث مجتمعي برمته”، مضيفا أن مثل هذا الاستثمار يصب في المصلحة الاستراتيجية للقطاع الخاص أيضا.
وقال “40 بالمئة من الاقتصاد (الأوكراني) تبخر في أيام الحرب الأولى، وكان معظم ذلك أموال القطاع الخاص، وقد اختفت تلك الأموال”.
غير أنه أشار إلى عدم وجود ارتباط بين نقص الذخيرة والتقدم الذي يحرز بشق الأنفس في الهجوم المضاد في أوكرانيا.
وأضاف “السبب في أن الأمر يستغرق وقتا هو أنه خطير جدا إذ توجد كمية هائلة من الألغام في حقل ألغام شديد العمق، أكثر من 10 كيلومترات، أي خمسة أو ستة ألغام في المتر المربع الواحد”، مشيرا إلى أن أوكرانيا لا تزال تتقدم ما بين 200 و300 متر يوميا.
دعم أوكرانيا
ويستنزف القتال في أوكرانيا مخزونات المدفعية والذخيرة والدفاع الجوي لدول الناتو، فنحو ثلثي دول الحلف قد استنفدت مخزوناتها من الأسلحة بشكل شبه كامل، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلاً عن ممثل حلف شمال الأطلسي.
وتوضح الصحيفة أنّه “بالنسبة إلى دول الناتو التي زودت أوكرانيا بعدد كبير من الأسلحة، خصوصاً لدول خط المواجهة مثل بولندا ودول البلطيق، تبيّن أن عبء استبدالها ثقيل”.
وقالت “نيويورك تايمز”: “لقد استنفدت الدول الصغيرة إمكاناتها، واستنفد 20 من أصل 30 من أعضائها قدراتها بشكل كبير”.
في الوقت نفسه، لا يزال بإمكان 10 دول أن تزود أوكرانيا بالأسلحة، أوّلها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا، بحسب الصحيفة.