ارتفع عدد شهداء الضربات الإسرائيلية إلى 37 على الأقل منذ مساء أمس الأحد. و ذلك بعد استشهاد سبعة أشخاص على الأقل غارة جوية إسرائيلية على مقهى قرب خان يونس بجنوب قطاع غزة.
ودفعت القوات الإسرائيلية بدباباتها في وقت سابق من اليوم إلى الجانب الغربي من مخيم النصيرات في قطاع غزة، ما تسبب في حالة من الذعر بين السكان والأسر النازحة.
وفي الهجمات التي وقعت خلال الليل وحتى اليوم الاثنين، قال مسؤولو الصحة في مستشفى العودة بالنصيرات إن 20 شخصا استشهدوا في سلسلة من الضربات الجوية والقصف، أصابت إحداها مجموعة من الخيام. والنصيرات هو أحد المخيمات الثمانية المقامة منذ فترة طويلة للاجئين في قطاع غزة.
وقال أحد السكان ويدعى زكي محمد إن توغل الدبابات كان مفاجئا تماما.
وقال محمد (25 عاما)، الذي يعيش على بعد كيلومتر واحد من المنطقة التي استُهدفت، لرويترز عبر تطبيق للمراسلة “تقدم الدبابات كان مفاجئ مشان هيك في ناس لسه محاصرة في بيوتهم وما قدروا يطلعوا وبيناشدوا ليقدروا يغادروا وفي ناس طلعت تجري وهم حاملين شي قليل اللي قدروا يحملوه معاهم… هاد واقعنا من نزوح لنزوح”.
ومع استمرار الحرب في غزة للشهر الرابع عشر، تركز إسرائيل عملياتها في شمال القطاع ووسطه في ما تقول إنها حملة لمنع مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من شن الهجمات ومنعهم من إعادة تنظيم صفوفهم.
وصدرت أوامر إسرائيلية لعشرات الآلاف من السكان الفلسطينيين بالإخلاء، مما أجج المخاوف من عدم السماح لهم بالعودة أبدا.
وتقلصت الفرص الضئيلة أصلا للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار مطلع الأسبوع عندما قالت قطر التي تضطلع بدور وساطة إنها ستعلق جهودها حتى تُبدي إسرائيل وحماس استعدادا أكبر للتوصل إلى اتفاق.
وقال مسعفون إن عددا من الشهداء سقطوا في مدينة غزة وفي بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة حيث تواصل القوات الإسرائيلية العمليات منذ الخامس من أكتوبر تشرين الأول.
كما قال مسعفون إن نيرانا أطلقتها طائرة مسيرة إسرائيلية أدت إلى إصابة ثلاثة من أفراد الفرق الطبية في مستشفى كمال عدوان بالقرب من بيت لاهيا.
ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي بشأن العنف الذي وقع اليوم.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه اغتال محمد أبو سخيل القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي حليفة حماس في غارة شنها يوم السبت على مركز قيادة للجماعة داخل مدرسة تحولت إلى ملجأ للنازحين في مدينة غزة. وقال مسعفون فلسطينيون إن الهجوم أودى بحياة ستة أشخاص.
حصار المستشفيات
حاصرت القوات الإسرائيلية المستشفيات الثلاثة في جباليا ومحيطها لعدة أسابيع، ورفض مسؤولو المستشفيات تنفيذ الأوامر بإخلائها أو ترك مرضاهم بدون رعاية رغم نقص الغذاء والإمدادات الطبية والوقود.
ويتهم الجيش الإسرائيلي حماس باستغلال المدنيين في غزة لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.
وأرسل الجيش دبابات إلى بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا في شمال غزة قبل ما يزيد على شهر. وقال إنه قتل مئات المسلحين في جباليا ومحيطها منذ بدء الغارات.
وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي إن مقاتليهما نصبوا كمائن وأطلقوا قذائف مورتر وشنوا هجمات بصواريخ مضادة للدبابات، وأعلنا قتل العديد من الجنود الإسرائيليين في الأسابيع القليلة الماضية.
وذكر الجيش الإسرائيلي اليوم أنه وسع منطقة إنسانية في القطاع، وأنه سيسمح بإدخال المزيد من الخيام ومواد الإيواء والمواد الغذائية والمياه والإمدادات الطبية.
وأضاف أن قواته “ستواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب، ومن بينها القضاء على حماس وإعادة جميع المخطوفين”.
ويقول مسؤولون فلسطينيون والأمم المتحدة إنه لا توجد مناطق آمنة في القطاع، الذي يقطنه أكثر من 2.1 مليون شخص ودمرته الحرب إلى حد بعيد.
وشنت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة بعد هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن نحو 43500 فلسطيني استشهدوا منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية التي دمرت مناطق كبيرة من القطاع.