اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء، مجمع الشفاء الطبي، بزعم إطلاق عملية ضد حركة المقاومة الفلسطينية الإسلامية “حماس”، على وقع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ40.
وفي حين أعلن مدير مجمع الطبي أنهم بدؤوا في حفر قبور للشهداء بالمستشفى، اقتحم جيش الاحتلال مبنى الجراحات التخصصية وقسم الطوارئ في المجمع الطبي وبدأ عمليات تفتيش واسعة، وسط معلومات بأنّه يستعد لعملية كبيرة داخل المشفى الذي اقتحمه تحت غطاء ناري وقصف مكثف.
وكانت اشتباكات ومواجهات مسلحة اندلعت في وقت سابق في محيط المجمع الطبي الأكبر في قطاع غزة، بعد أيام من حصار مطبق فرضته الدبابات الإسرائيلية التي طوقت موقع “الشفاء”.
ثم سمع في الساعات الأولى من صباح اليوم دوي إطلاق نار. كما أطلق جيش الاحتلال القنابل الضوئية قبيل الاقتحام، ليعلن في بيان لاحق أنه ينفذ عملية وصفها بـ”الدقيقة والمحددة الأهداف ضد حماس في منطقة محددة من مجمع الشفاء”، وفق تعبيره.
كما أضاف عبر حسابه على تليغرام: “عمليتنا في مستشفى الشفاء تأتي بناء على معلومات استخباراتية وضرورة ميدانية”. فيما دعا “جميع مسلحي حماس الموجودين في المستشفى للاستسلام”.
إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة، مما يرفع عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية إلى 47، لكن كتائب عز الدين القسام أعلنت أن مقاتليها تمكنوا منذ صباح الثلاثاء من قتل 9 جنود إسرائيليين وتدمير 22 من الدبابات والآليات، كليًا أو جزئيًا، في كافة محاور التوغل بقطاع غزة.
بدورها، حمّلت حركة حماس، فجر الأربعاء، الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته المسؤولية الكاملة عن تداعيات اقتحام جيش الاحتلال مجمّع الشفاء الطبّي في مدينة غزة.
وقالت الحركة، في بيان: “نحمّل الكيان المحتلّ وقادته النازيين الجدد، والرئيس بايدن وإدارته كامل المسؤولية عن تداعيات اقتحام جيش الاحتلال لمجمّع الشفاء الطبي، وما يتعرّض له الطاقم الطبّي وآلاف النازحين، جرّاء هذه الجريمة الوحشية”.
وقالت الحركة إنّ الاقتحام يهدف لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين وإجبارهم قسرًا على النزوح من الشمال إلى الجنوب “لاستكمال مخطط الاحتلال الرامي لتهجير شعبنا كما جاء على لسان العديد من وزراء الكيان المحتل”.
واعتبرت حركة حماس أن اتّهامات واشنطن لها باستخدام مستشفيات في قطاع غزة لغايات عسكرية، مجرد أكاذيب، وتأتي “بمثابة ضوء أخضر أميركي” لارتكاب إسرائيل “مزيدًا من المجازر الوحشية بحق المستشفيات”.
وتعهدت الحركة فجر اليوم الأربعاء بالاستمرار في التصدي بقوة لجيش الاحتلال، وقالت “سيدفع الاحتلال الثمن غاليا عن جرائمه واعتدائه على أطفالنا ونسائنا ومقدساتنا، فغزة كانت وستبقى مقبرة للغزاة، وإن غدًا لناظره قريب. وإنه لجهادٌ.. نصر أو استشهاد”.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي قال إنّ حركتي حماس والجهاد الاسلامي تستخدمان “مركز قيادة وسيطرة انطلاقا من مستشفى الشفاء”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا مكثفًا على غزة أدى إلى استشهاد أكثر 11 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.