توغلت دبابات الاحتلال في رفح بعد معارك ضارية مع المقاومة الفلسطينية، بينما واصل الجيش الإسرائيلي قصف مناطق وسط قطاع غزة بالتزامن مع محاصرة مراكز إيواء تابعة للأونروا شمالي القطاع.
واستشهد 16 فلسطينيا بينهم نحو 10 أطفال إثر قصف قوات الاحتلال لمنزل عائلة شابط في حي الدرج وسط مدينة غزة نجم عنه تسوية المنزل المكون من 5 طوابق بالأرض.
كما استشهد 10 أشخاص معظمهم أطفال وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف نازحين في مدرسة ومسجد لتعليم القرآن بحي الدرج أيضا وسط مدينة غزة.
وأقدمت قوات الاحتلال على إحراق مراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في شارع حمدان بمنطقة الفالوجا في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وكان الجيش قد فرض حصارا خانقا على تلك المراكز 11 يوما قبل أن ينجح النازحون في الخروج من مراكزهم وسط إطلاق نار كثيف بحثا عن مكان آمن.
وفي شمال قطاع غزة أيضا، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى “العودة” في تل الزعتر شمالي قطاع غزة بعد محاصرته لليوم الرابع على التوالي، وأجبرت الطواقم الطبية على مغادرته تجاه غرب غزة بعد اعتقال أحد أفرادها.
يذكر أن ما مجموعه 148 شخصا، بين مرضى ومرافقين وطواقم طبية، كانوا داخل مستشفى العودة عند بدء حصاره.
كما طالبت القوات المقتحمة مرافقي المرضى بالخروج من المستشفى. ولم يعرف مصير المرضى حتى اللحظة.
ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن الجيش الإسرائيلي يدمر مربعات سكنية في منطقة الإمام علي في شارع العجارمة بمخيم جباليا، ويحرق البيوت في تل الزعتر، إضافة إلى إحراقه سوق البسطات وعمارة الداعور وسط مخيم جباليا، ما أدى لمقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين.
وفي حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، استشهد 10 فلسطينيين بينهم 4 أطفال وإصابة العشرات إثر قصف قوات الاحتلال تجمعا للمواطنين.
وبقلت فرق الإسعاف جثامين الشهداء وعددا من الجرحى إلى مستشفى الأهلي العربي بغزة وسط ظروف صعبة بسبب انهيار المنظومة الصحية بشكل كامل بعد تدمير مجمع الشفاء الطبي في المدينة.
كما سقط شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي لمنزل شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
توغل في رفح
اعتبر البيت الأبيض أن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة “أكثر استهدافا ومحدودة”، لكنه جدد تحذيره لتجنب “الكثير من الموت والدمار”.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان إنه أُبلغ خلال زيارته لإسرائيل هذا الأسبوع بإدخال “تحسينات” على خططها بشأن رفح من شأنها أن تسمح لها “بتحقيق أهدافها العسكرية مع الأخذ في الاعتبار الضرر الذي يلحق بالمدنيين”.
وأضاف سوليفان، في تصريحات للصحفيين، “ما رأيناه حتى الآن فيما يتعلق بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في تلك المنطقة كان أكثر استهدافا ومحدودا، ولم يتضمن عمليات عسكرية كبيرة في قلب المناطق الحضرية المزدحمة”.
وقد ذكرت وكالة رويترز أن الدبابات الإسرائيلية تقدمت إلى أطراف منطقة مزدحمة في قلب مدينة رفح أمس الأربعاء خلال ليلة شهدت واحدة من أعنف موجات القصف على المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي.
ونقلت رويترز عن سكان ومسلحين أن الدبابات اتخذت مواقع جديدة أبعد إلى الغرب من ذي قبل على طول السياج الحدودي الجنوبي مع مصر، وتتمركز الآن على حافة حي يبنا وسط رفح. ولم تتوغل الدبابات في الحي بعد لشدة القتال.
وقدّرت وكالة الأونروا، وكالة الأمم المتحدة الرئيسية في غزة، أنه حتى يوم الاثنين فرّ أكثر من 800 ألف شخص من رفح منذ أن بدأت إسرائيل استهداف المدينة في أوائل مايو/أيار رغم المناشدات الدولية.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور التدابير المؤقتة من محكمة العدل الدولية، وكذلك رغم إصدار مجلس الأمن الدولي لاحقا قرار بوقف إطلاق النار فورا.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.