الأربعاء 20 شعبان 1446 ﻫ - 19 فبراير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الدوحة تستأنف محادثات وقف إطلاق النار في غزة مع قرب التوصل لاتفاق

استأنف مفاوضون في الدوحة اليوم الثلاثاء محادثات رامية لوضع اللمسات النهائية على تفاصيل خطة لإنهاء الحرب في غزة، بعد أن قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن اتفاقا أيده لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى على وشك أن يصبح واقعا.

جاء ذلك بعد مضي 15 شهرا على الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الذي زعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط.

ولم تصدر أي تصريحات عن نتائج المحادثات بعد أكثر من خمس ساعات على بدء المناقشات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحفي إن المحادثات المتعلقة بالتفاصيل النهائية جارية وإن هذه هي أقرب نقطة من التوصل إلى اتفاق منذ أشهر.

وقالت حماس “أكدت قيادة الحركة والقوى المختلفة على استمرار التواصل والتشاور حتى إتمام اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي وصل إلى مراحله النهائية”، وعبرت عن الأمل في “أن تنتهي هذه الجولة من المفاوضات باتفاق واضح وشامل”.

وقال مسؤول إسرائيلي إن المحادثات وصلت إلى مرحلة حاسمة لكن لم يتسن الاتفاق بعد على بعض التفاصيل. وأضاف “نحن قريبون، ولكن لم نصل (لاتفاق) بعد”.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إنها سترسل وفدا رفيع المستوى إلى الدوحة مساء اليوم “للمشاركة في التفاصيل النهائية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة”.

وقال مسؤول مطلع على المفاوضات إن وسطاء قطريون سلموا إسرائيل وحركة حماس مسودة نهائية لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى أمس الاثنين بعد “انفراجة” تحققت عند منتصف الليل في المحادثات التي عُقدت في الدوحة.

وحضر ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وبريت مكغورك مبعوث بايدن المحادثات التي استضافها رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. ومثَّل إسرائيل كل من دافيد برنياع رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ورونين بار رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك).

وقال بايدن في كلمة ألقاها أمس الاثنين لسرد إنجازاته في السياسة الخارجية “الاتفاق… من شأنه أن يحرر الأسرى ويوقف القتال ويوفر الأمن لإسرائيل ويسمح لنا بزيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير للفلسطينيين الذين يعانون بشدة في هذه الحرب التي بدأتها حماس”.

وإذا نجحت تلك المساعي، فسيتوج اتفاق وقف إطلاق النار المرحلي جهود محادثات متقطعة على مدى ما يزيد على عام بعد أن أدت الحرب إلى استشهاد عشرات الألوف من الناس وتدمير معظم أنحاء قطاع غزة ونزوح كل سكانه تقريبا، ولا تزال تؤدي لاستشهاد العشرات كل يوم.

ومن شأن الاتفاق أن يخفف أيضا التوتر في الشرق الأوسط حيث أشعل القتال صراعات بالضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن والعراق وأثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.

كما سيؤدي الاتفاق إلى عودة أسرى إلى إسرائيل من بين نحو 100 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الكرة الآن في ملعب حماس. وذكر موقع أكسيوس الإخباري أن بلينكن سيقدم اليوم الثلاثاء خطة لما بعد الحرب في غزة.

وقال مسؤول إسرائيلي إن المرحلة الأولى من الاتفاق ستتضمن إطلاق سراح 33 أسيراً، بينهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الخمسين وجرحى ومرضى وانسحابا تدريجيا جزئيا للقوات الإسرائيلية.

وقال مصدر فلسطيني إن إسرائيل ستفرج في المقابل عن ألف سجين فلسطيني خلال المرحلة الأولى التي ستستمر لمدة 60 يوما.

لا يزال القتال مستمرا

شنت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة في أكتوبر تشرين الأول 2023.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن الهجوم الإسرائيلي منذ ذلك الحين ادى لاستشهاد أكثر من 46600 فلسطيني في غزة.

وأُبرم اتفاق واحد فقط لوقف إطلاق النار حتى الآن، واستمر لمدة أسبوع في نوفمبر تشرين الثاني 2023 حين أطلقت حماس سراح نحو نصف الرهائن، ومنهم معظم النساء والأطفال وعمال أجانب، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.

واتفق الجانبان منذ شهور بشكل عام على مبدأ وقف القتال مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس والإفراج عن فلسطينيين محتجزين في سجون إسرائيل.

لكن حماس تتمسك بضرورة أن يؤدي أي اتفاق إلى إنهاء الحرب بشكل دائم في حين تقول إسرائيل إنها لن تنهي الحرب قبل القضاء على حماس.

ولا يزال القتال مستمرا، وتركز خلال الأشهر الماضية عند الطرف الشمالي من غزة حيث تقول إسرائيل إن قواتها تحاول منع حماس من معاودة تنظيم صفوفها بينما يقول الفلسطينيون إن الإسرائيليين يحاولون إخلاء منطقة عازلة بشكل دائم من السكان. واستمرت الغارات الإسرائيلية على أنحاء القطاع الليلة الماضية.

وقال مسؤولو الصحة في غزة اليوم الثلاثاء إن الغارات الإسرائيلية أدت لاستشهاد 27 فلسطينيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وإن من بين القتلى صحفي من غزة. وتسببت إحدى تلك الهجمات في استشهاد 10 فلسطينيين في منزل بخان يونس جنوبي القطاع. وأدى هجوم آخر إلى استشهاد تسعة آخرين في مخيم في دير البلح وسط قطاع غزة.

ولم يصدر الجيش الإسرائيلي حتى الآن أي تعليق على هذه الهجمات.

ويُنظر الآن على نطاق واسع إلى تنصيب ترامب في 20 يناير كانون الثاني على أنه موعد نهائي للتوصل لاتفاق.

وحذر الرئيس الأمريكي المنتخب من أن “أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها” إذا لم يُفرج عن الرهائن بحلول موعد تنصيبه.

وقال بلينكن إن المفاوضين يريدون التأكد من أن ترامب سيستمر في دعم الاتفاق المطروح على الطاولة، لذا كانت مشاركة مبعوثه ويتكوف، وكذلك مكغورك مبعوث بايدن، “مهمة”.

    المصدر :
  • رويترز