الجمعة 17 رجب 1446 ﻫ - 17 يناير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الديمقراطية تحت الاختبار في 2024.. إنجازات وإخفاقات

واجهت الديمقراطية تحديات في عام 2024 لكنها لم تنهزم مع قرب حلول العام الجديد.

في عام أجرت فيه بلدان تمثل ما يقرب من نصف سكان العالم انتخابات، واجهت الديمقراطيات أعمال عنف ومخاوف كبيرة لكنها أثبتت أيضا قدرتها على الصمود.

نجا الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من محاولتي اغتيال، وعلى الرغم من المخاوف بشأن نتيجة متنازع عليها واضطرابات، يعود إلى البيت الأبيض بعد انتصار ساحق ويبدو مستعدا لانتقال السلطة سلميا الشهر المقبل.

سجلت المكسيك الانتخابات الأكثر دموية في تاريخها الحديث مع اغتيال 37 مرشحا قبل التصويت، لكنها مضت قدما لتنتخب أول امرأة ترأس البلاد وهي كلوديا شينباوم.

في أربع قارات، أزيح زعماء من مناصبهم في انتخابات أشعلت العنف في كثير من الأحيان، لكنها حققت في نهاية المطاف الهدف الرئيسي للديمقراطية ألا وهو الانتقال المنظم للسلطة وفقا لرغبات الناخبين.

واحتفظت الأحزاب الحاكمة منذ فترة طويلة في جنوب أفريقيا والهند بالسلطة لكنها خسرت أغلبيتها المطلقة.

* لماذا هذا مهم؟

تُظهر الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية هذا الشهر أهمية الديمقراطية الراسخة.

أعلن رئيس رابع أكبر اقتصاد في آسيا والحليف العسكري الرئيسي للولايات المتحدة الأحكام العرفية في خطاب عبر التلفزيون قبل أن يتراجع سريعا في غضون ساعات قليلة بعد أن تحداه المشرعون وحشود المواطنين.

ولاحقا وافق البرلمان على مساءلة الرئيس يون سوك يول تمهيدا لعزله لكنه رفض الدعوات المطالبة باستقالته في انتظار قرار المحكمة الدستورية بشأن مستقبله. وأثارت هذه الأحداث قلق الأسواق وحلفاء كوريا الجنوبية إزاء قدرتها على ردع كوريا الشمالية المسلحة نوويا.

في أوروبا، حقق اليمين المتطرف مكاسب في ألمانيا وفرنسا والنمسا والبرلمان الأوروبي وأيضا في رومانيا، حيث ستعاد الانتخابات الرئاسية بعد اتهامات بتدخل روسي.

أثار ذلك نقاشا أكاديميا نشطا حول ما إذا كانت أوروبا تعيش نسخة أقل حدة من ثلاثينيات القرن العشرين عندما انتشرت الفاشية.

كما حققت الأحزاب التي تميل للتقارب مع روسيا نتائج أفضل مقارنة مع توقعات استطلاعات الرأي في كل من جورجيا ومولدوفا.

يعكس التحول الأوروبي نحو اليمين المخاوف الاقتصادية، لكن المخاوف نفسها كانت أيضا محركا لبعض التحولات السياسية في الاتجاه الآخر، كما حدث في بريطانيا حيث أنهى حزب العمال ذو الميول اليسارية حكم المحافظين الذي دام 14 عاما.

وبشكل عام، لم تكن هناك محاولات هذا العام لمنع انتقال السلطة سلميا، بحسب يانا جوروخوفسكايا مديرة الأبحاث في منظمة فريدوم هاوس بالولايات المتحدة والتي تصدر تقريرا سنويا عن الديمقراطية في العالم.

لكن جوروخوفسكايا قالت إن الأنظمة الاستبدادية أصبحت أكثر قمعا في 2024، وضربت أمثلة على ذلك بالانتخابات الصورية في روسيا وإيران وفنزويلا. وتقول فريدوم هاوس إن الناخبين لم يكن أمامهم خيار حقيقي في صناديق الاقتراع في ربع الانتخابات، وعددها 62، التي عقدت في الفترة من أول يناير كانون الثاني إلى الخامس من نوفمبر تشرين الثاني.

وقالت إن “الأمر لا يتعلق بفقدان الديمقراطية لأرضيتها بل إن الأنظمة الاستبدادية تزداد سوءا”.

* ماذا يعني ذلك لعام 2025

سيجرى عدد أقل بكثير من الانتخابات في عام 2025، وستختبر ألمانيا مرة أخرى شعبية اليمين المتطرف في بلد عانى من صدمة شديدة بسبب الحقبة النازية لدرجة أنه وضع ضوابط وتوازنات لمنع المتطرفين اليمينيين من تولي السلطة مجددا.

من المقرر أن يختار الناخبون الألمان برلمانا جديدا في 23 فبراير شباط.

وسينصب التركيز كذلك في 2025 على كيفية أداء المؤسسات الديمقراطية، مثل الصحافة الحرة والقضاء المستقل، في ظل القادة الذين وصلوا إلى السلطة أو أعيد انتخابهم هذا العام.

في هذا السياق، تقول فريدوم هاوس إنها ستتابع أداء ترامب في ولايته الثانية.

وقال ترامب إن الإعلام السائد فاسد وإنه سيحقق أو يقاضي منافسيه السياسيين ومسؤولي المخابرات السابقين والمدعين العامين الذين أجروا تحقيقات معه.

ومن المرجح أن يكون العام المقبل بالغ الأهمية أيضا بالنسبة لسوريا وبنغلادش حيث أطاحت الثورات بزعماء مستبدين.

في سوريا وبعد حرب استمرت 13 عاما، سيطرت المعارضة على العاصمة دمشق في تقدم خاطف ليفر رئيس النظام المخلوع بشار الأسد إلى روسيا. والآن، تتولى إدارة جديدة شؤون جزء كبير من البلاد.

ويتحدث الحكام الجدد عن التسامح وسيادة القانون، لكنهم حتى الآن لم يصدروا أي بيانات رسمية بشأن الانتخابات.

وفي بنغلادش، بدأ رئيس الحكومة المؤقتة الحائز على جائزة نوبل محمد يونس في صياغة إصلاحات للنظام الانتخابي بعد أن دفعت الاحتجاجات الحاشدة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة إلى الاستقالة والفرار إلى الهند. ويقول يونس إن الانتخابات يمكن أن تُعقد بحلول نهاية عام 2025 شريطة تنفيذ الإصلاحات الأساسية أولا.

    المصدر :
  • رويترز