الشرطة التركية
كثفت السلطات التركية إجراءات التحقيق والاعتقال لشخصيات معارضة وحدثت ثلاثة إجراءات من هذه أمس الاثنين وحده، مما يثير مخاوف من اتساع نطاق الحملة على المعارضة.
وقال حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا إن رئيس فرع الشباب في الحزب احتُجز لفترة وجيزة بسبب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي عن المدعي العام في إسطنبول وإن تحقيقا قضائيا دُشن مع أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول وهو من حزب الشعب الجمهوري أيضا ومنافس رئاسي محتمل، لانتقاده الاعتقال.
واحتجز أمس الاثنين أيضا زعيم حزب النصر المعارض اليميني المتطرف، أوميت أوزداغ لاتهامه بإهانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ولطالما انتقد حزب الشعب الجمهوري المدعي العام في إسطنبول والقضاء باعتبارهما أداة يستخدمها حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان لإسكات المعارضة. ودعا إلى إجراء انتخابات وطنية مبكرة “لتصفية الحسابات”، لكن محللين قالوا إن إجراء انتخابات قبل الموعد المحدد بفترة طويلة غير مرجح.
ورفض وزير العدل يلماز تونج اتهام وجود صبغة سياسية للقضاء. وقال أمس الاثنين إن القضاء مستقل وإن المدعي العام في إسطنبول يتصرف وفقا للدستور.
وقال المحلل السياسي بيرك إيسن من جامعة سابانجي “التطورات في الآونة الأخيرة تظهر أن تركيا تتجه نحو أجواء استبدادية تتقلص فيها احتمالات فوز المعارضة بالانتخابات”.
وجاءت هذه الضجة القانونية بعد أسبوع من اعتقال رئيس بلدية منطقة إسطنبول واتهامه بالتلاعب في العطاءات العامة، وهو ما استنكره حزب الشعب الجمهوري ووصفه بأنه سياسي البواعث.
واعتقل جيم أيدين، رئيس فرع الشباب في الحزب، وأُطلق سراحه لاحقا مع فرض بعض القيود على تحركاته بعد أن نشر الفرع مقطعا مصورا على وسائل التواصل الاجتماعي ينتقد المدعي العام في إسطنبول الذي يجري هذا التحقيق.
وقال إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، في أثناء مناقشته لاستقلال القضاء “من الواضح أن المدعي العام يفكر فينا ليل نهار، ويدير مهنته بهذه الطريقة”، وإن المدعي العام، وهو نائب وزير العدل السابق، يتصرف مثل رجل سياسة.
وبعد دقائق من كلمته، دُشن تحقيق جديد.
وكان إمام أوغلو قد طعن في حكم صدر ضده عام 2022 لاتهامه بإهانة مسؤولين حكوميين حين انتقد قرار إلغاء الجولة الأولى من الانتخابات البلدية السابقة التي هزم فيها مرشح حزب العدالة والتنمية. وإذا تم تأييد الحكم، فقد يُمنع من ممارسة السياسة خمس سنوات.
وفاز إمام أوغلو بقوة في إعادة انتخابه لمنصب رئيس بلدية المدينة العام الماضي بينما عانى حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان من أسوأ خسائره على الإطلاق في الانتخابات البلدية.
وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل أمس الاثنين وهو إلى جانب إمام أوغلو “حزبنا جاهز للانتخابات، ومرشحنا جاهز أيضا”.
ورفض أردوغان انتقادات حزب الشعب الجمهوري ووصفها بأنها متهافتة وقال إن حزب العدالة والتنمية يركز على تحولات السلطة في المنطقة.
واعتُقل أوزداغ، زعيم اليمين المتطرف، لقوله “حتى الحروب الصليبية لم تلحق بتركيا أضرارا كبيرة مثلما فعل أردوغان”.
وقال أوزيل، زعيم حزب الشعب الجمهوري، إن هذه محاولة أخرى من الحكومة لتشويه سمعة المعارضين.