راجمات صواريخ روسية
قصفت القوات الروسية أهدافا في منطقة ميكولايف بجنوب أوكرانيا اليوم الأربعاء وصعدت الهجمات على جبهات في جميع أنحاء البلاد في الوقت الذي يلتقي فيه أعضاء حلف شمال الأطلسي في مدريد للتخطيط للمستقبل في مواجهة التحدي الروسي.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقادة الحلف إن بلاده بحاجة إلى المزيد من الأسلحة والأموال للدفاع عن نفسها في مواجهة روسيا، محذرا من أن طموحات موسكو لن تتوقف عند أوكرانيا.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال القمة عمليات نشر إضافية للقوات الأمريكية برا وبحرا وجوا في أنحاء أوروبا، بما في ذلك قاعدة دائمة في بولندا، ردا على تهديدات روسيا.
وقال رئيس بلدية مدينة ميكولايف إن ضربة صاروخية روسية قتلت ثلاثة أشخاص على الأقل في مبنى سكني هناك، بينما قالت موسكو إن قواتها قصفت ما وصفته بقاعدة تدريب للمرتزقة الأجانب في المنطقة.
وفي الشرق، قال حاكم منطقة لوجانسك إن “القتال دائر في كل مكان” بمحيط مدينة ليسيتشانسك الواقعة على قمة تل والتي تحاول القوات الروسية تطويقها.
وقال أولكسندر فيلكول حاكم منطقة كريفي ريه بوسط أوكرانيا إن القصف الروسي زاد هناك أيضا في الأيام القليلة الماضية.
وأضاف “لقد تم محو عدة قرى من على وجه الأرض”.
تأتي الهجمات المتصاعدة في أعقاب هجوم صاروخي على مركز تجاري أودى بحياة 18 شخصا على الأقل في وسط أوكرانيا يوم الاثنين، في الوقت الذي تحرز فيه القوات الروسية تقدما بطيئا لكنه مستمر في الحرب التي دخلت الآن شهرها الخامس.
ومع ذلك، يقول محللون غربيون إن خسائر فادحة لحقت بالقوات الروسية التي بدأت مواردها في النفاد، في حين أن احتمال وصول المزيد من الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، ومنها أنظمة الصواريخ طويلة المدى، جعل حاجة موسكو لتعزيز أي مكاسب أكثر إلحاحا.
وبعيدا عن مناطق القتال، اجتمع قادة حلف شمال الأطلسي في العاصمة الإسبانية مدريد لصياغة سياسة للرد على الإجراءات الروسية.
وطالب زيلينسكي، في اتصال عبر الفيديو من العاصمة كييف، بمزيد من الأسلحة، وقال إن الدفاع عن أوكرانيا وحمايتها يتطلب خمسة مليارات دولار شهريا.
وحذر من أن روسيا ستوجه أنظارها إلى دول أخرى، قائلا إن موسكو تريد “استعباد” ليتوانيا العضو في حلف شمال الأطلسي.
وقال “هذه ليست حربا تشنها روسيا ضد أوكرانيا فقط. إنها حرب من أجل الحق في إملاء الشروط في أوروبا على الشكل الذي سيكون عليه النظام العالمي في المستقبل”.
ستكون القاعدة العسكرية الأمريكية التي أعلنها بايدن خلال القمة في بولندا، بها كتيبة عسكرية، وهو أول انتشار دائم للولايات المتحدة على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.
تتضمن خطط بايدن كذلك إرسال سفن حربية إضافية إلى إسبانيا وأسراب طائرات مقاتلة إلى بريطانيا وقوات برية إلى رومانيا ووحدات دفاع جوي إلى ألمانيا وإيطاليا، ومجموعة من الموارد العسكرية الأخرى إلى دول البلطيق.
وقال للصحفيين إن حلف الأطلسي “يدافع عن كل شبر” من أراضيه. وأضاف “عندما نقول إن الهجوم على أحد (الأعضاء) هو هجوم على الجميع، فإننا نعني ذلك تماما”.
وسيتم خلال قمة الحلف أيضا تلقي طلبي العضوية من السويد وفنلندا بعد نجاحهما في التعامل مع اعتراضات تركيا.
وتشكو موسكو منذ زمن بعيد من التوسع الملحوظ للتكتل الغربي باتجاه الحدود الروسية، لكن غزوها لأوكرانيا، الذي تسميه “عملية عسكرية خاصة”، أعطى دفعة جديدة لحلف شمال الأطلسي، كما منح الاتحاد الأوروبي أوكرانيا وضع المرشح بسبب هذا الغزو.
وفي موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إن توسع حلف الأطلسي “يزعزع الاستقرار” ولا يعزز أمن أعضائه.
قتلى ومصابين من المدنيين
قال أولكسندر سينكيفيتش رئيس بلدية ميكولايف إن ثمانية صواريخ روسية سقطت على المدينة وأصابت أهدافا منها مبنى سكني. وأظهرت صور دخانا يتصاعد من مبنى مكون من أربعة طوابق، وقد لحق دمار جزئي بالطابق العلوي منه.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها نفذت ضربات على قاعدة تدريب عسكرية “لمرتزقة أجانب” بالقرب من المدينة، كما أصابت مستودعات مخصصة للوقود والذخائر. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صحة تلك التقارير.
وقال فيتالي كيم حاكم ميكولايف إن القصف الروسي زاد وإن المباني غير العسكرية صارت في الغالب هدفا للقصف.
وأضاف “صار الوضع الحالي خطرا في ميكولايف، بل وأكثر خطورة مما كان عليه قبل ثلاثة أسابيع”.
ووقعت ضربات على ميكولايف اليوم الأربعاء بعد يومين فقط من سقوط صاروخ روسي على مركز التسوق في كريمنتشوك. ولا يزال عمال الإنقاذ يبحثون عن عشرات المفقودين حتى اليوم.
وانضم البابا فرنسيس إلى الإدانات الدولية للهجوم على كريمنتشوك، واصفا إياه بأنه “بربري”.
ونفت موسكو استهداف المركز التجاري، وقالت إنها قصفت مستودع أسلحة في الجوار وانفجر.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنها تتوقع أن تواصل روسيا شن الضربات في محاولة لعرقلة عمليات الإمداد الأوكرانية إلى جبهات القتال، ومن المرجح أن يسقط المزيد من الضحايا المدنيين.
ونفت روسيا استهداف مناطق مدنية، لكن الأمم المتحدة تقول إن ما لا يقل عن 4700 مدني قُتلوا منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير شباط. وتعتقد أوكرانيا أن العدد الحقيقي للضحايا المدنيين أكبر بعدة أمثال.
الجبهة الشرقية
كما احتدم القتال شرقا في منطقة لوجانسك، وهي ساحة معركة رئيسية في هجوم روسيا على القلب الصناعي لمنطقة دونباس.
وقال سيرهي جايداي حاكم لوجانسك في التلفزيون “القتال دائر في كل مكان. العدو يحاول اختراق دفاعاتنا”.
تأتي معركة ليسيتشانسك في لوجانسك في أعقاب سقوط مدينة سيفيرودونيتسك المجاورة الواقعة على الضفة الأخرى من نهر سيفيرسكي دونيتس يوم السبت.
وسيؤدي سقوط ليسيتشانسك إلى بسط السيطرة الروسية على نهر سيفيرسكي دونيتس، وهو أحد الأهداف الاستراتيجية لموسكو منذ فشلها في السيطرة على كييف في المراحل الأولى من الحرب.
وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن الإدارة المشتركة من عسكريين ومدنيين، التي فرضتها موسكو في منطقة خيرسون، قالت إنها بدأت الاستعدادات لإجراء استفتاء على الانضمام إلى روسيا.
وخيرسون مدينة ساحلية على البحر الأسود تقع مباشرة شمال غربي شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.