إخماد حرائق كاليفورنيا
ألقت طائرات مياه ومواد إطفاء الحرائق على تلال شديدة الانحدار لوقف انتشار حرائق الغابات في باليساديس بمدينة لوس انجليس الأمريكية شرقا مع تكثيف جهود مكافحة النيران على الأرض وسط تحذيرات من هبات رياح تصل سرعتها إلى 70 ميلا في الساعة مما قد يزيد الأمور سوءا.
وعلى مدار الساعات الأربع والعشرين الماضية أتت الحرائق على مساحة ألف فدان أخرى والتهمت المزيد من المنازل.
وتلقى السكان تحذيرات من احتمال تدهور الأحوال الجوية خلال الأيام الثلاثة المقبلة مما قد يؤدي إلى زيادة اشتعال النيران.
وقال تود هوبكنز، المسؤول في إدارة الإطفاء بولاية كاليفورنيا، للصحفيين في مؤتمر صحفي أمس السبت إنه على الرغم من احتواء 11 بالمئة من الحرائق في حي باسيفيك باليساديس، فإن النيران أتت على أكثر من 22 ألف فدان (8900 هكتار).
وأضاف هوبكنز أن حريق باليساديس امتد إلى حي ماندفيل كانيون. وهناك مخاوف من وصول الحريق إلى حي برينتوود الراقي الذي يعيش فيه مشاهير.
وحذرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية من تفاقم رياح سانتا آنا، وهي رياح شرقية حارة وجافة. وتوقعت الهيئة أن تشتد قوة الرياح خلال الساعات المقبلة في مقاطعتي لوس انجليس وفينتورا لتصل سرعتها إلى 30 ميلا في الساعة مع هبات رياح بسرعة 70 ميلا في الساعة.
وذكرت خبيرة الأرصاد الجوية في الهيئة روز شونفيلد “نحن في فترة متواصلة من طقس الحرائق الخطير حتى يوم الأربعاء”. ومن المتوقع أن تهدأ الأحوال الجوية بحلول يوم الخميس.
وقال روبرت لونا قائد شرطة مقاطعة لوس انجليس إن أوامر إخلاء صدرت لنحو 153 ألف شخص مما يعني وجود 57 ألف مبنى في دائرة الخطر. وأضاف أن 166 ألفا آخرين تلقوا تنبيهات بأنهم قد يضطرون إلى إخلاء منازلهم.
وتجتاح ستة حرائق غابات متزامنة أحياء في مقاطعة لوس انجليس منذ يوم الثلاثاء، مما أدى إلى وفاة 13 شخصا على الأقل وإلحاق أضرار أو تدمير 12 ألف مبنى. وتشير التقديرات إلى أن عدد المفقودين يصل إلى 13 على الأقل حتى الآن.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى بمجرد أن يصبح الوضع آمنا بما يسمح لرجال الإطفاء لإجراء عمليات تفتيش من منزل إلى آخر.
وهدأت رياح سانتا آنا العنيفة التي أججت حرائق الغابات يوم الجمعة لكن حريق باليساديس على الحافة الغربية للمدينة بدأ يأخذ اتجاها جديدا بسبب الرياح القادمة من المحيط الهادي، مما يهدد المناطق المكتظة بالسكان في منطقة سان فرناندو فالي.
وتسبب هذا الحريق في تدمير أحياء بأكملها وسواها بالأرض.
وقبل اندلاع الحريق الأحدث، أعلن رجال الإطفاء عن إحراز تقدم في إخماد حريقي باليساديس وإيتون في سفوح التلال الواقعة شرقي العاصمة.
وذكرت إدارة الإطفاء في كاليفورنيا أنه جرى احتواء 11 بالمئة من حريق باليساديس و15 بالمئة من حريق إيتون.
ومع ذلك، أتى الحريقان الكبيران مجتمعين على 36 ألف فدان، أي ما يعادل مرتين ونصف المرة من مساحة مانهاتن.
وسارعت سبع ولايات مجاورة والحكومة الاتحادية وكندا إلى إرسال المساعدات إلى كاليفورنيا، إذ زادت الفرق الجوية التي تسقط المياه ومواد إطفاء الحرائق على التلال المشتعلة والطواقم على الأرض لإخماد الحرائق بالأدوات اليدوية والخراطيم.