نصبت كتائب القسام عدة كمائن لقوات الاحتلال شرق رفح جنوب القطاع، في حين أعلن المكتب الإعلامي الحكومي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل ألف طبيب وممرض بغزة، واستُشهد 35 شخصا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة.
فقد أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنها تمكنت من الاشتباك مع قوة إسرائيلية راجلة من 10 جنود من المسافة صفر، وإيقاعهم بين قتيل وجريح شرق مدينة رفح.
وأضافت القسام، في بيان منفصل، أنها استهدفت قوة إسرائيلية تحصنت داخل منزل بقذيفة مضادة للأفراد في شارع الجامعة بحي الجنينة شرق رفح.
كما استهدف مقاتلو القسام دبابة ميركافا وجرافة دي 9 بقذائف “الياسين 105” شمال برج عوض بمدينة رفح.
وفي شمال القطاع، قصفت وحدات المدفعية في كتائب القسام مقر قيادة وسيطرة قوات العدو المتوغلة في منطقة التوام شمال مدينة غزة بوابل من قذائف الهاون من العيار الثقيل.
وقالت القسام إنها “استهدفت بالاشتراك مع كتائب الشهيد جهاد جبريل موقع قيادة وسيطرة العدو الإسرائيلي في محور نتساريم بصواريخ 107″.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخين أطلقا من غزة باتجاه مستوطنتي العين الثالثة وكيسوفيم في غلاف غزة.
4 مجازر
قالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 4 مجازر بحق عائلات في القطاع، مما أسفر عن استشهاد 35 شخصا، في حين أصيب 94 آخرون خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأضافت وزارة الصحة أن عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
ولفتت الوزارة إلى أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع بلغت 44 ألفا و211 شهيدا، في حين بلغ عدد المصابين 100 ألف و4567 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي وسط القطاع شيّع فلسطينيون جثامين 6 شهداء، بينهم طفلان، من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
وكان 4 فلسطينيين قد استشهدوا في قصف إسرائيلي على منزل في مخيم البريج وسط القطاع، كما استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون بجروح إثر قصف مسيّرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في مخيم المغازي.
نزوح بالشجاعية
وفي مدينة غزة، اضطر المئات إلى النزوح قسرا من حي الشجاعية شرقي المدينة باتجاه مناطق أخرى في الجنوب والوسط خشية الاستهداف والقتل.
وجاءت حركة النزوح بعد طلب الجيش الإسرائيلي من سكان الحي الإخلاء قبل مهاجمته، معتبرا إياه منطقة قتال خطيرة.
وفي الأثناء، تتفاقم أزمة المخابز في مدينة غزة بسبب شح السولار وقلة المخابز ومنع الاحتلال تشغيل مخابز أخرى.
وأظهرت مشاهد مصورة تكدس المواطنين أمام مخبز العائلات غرب مدينة غزة لساعات طويلة على أمل الحصول على خبز لإطعام أطفالهم.
مستشفى كمال عدوان
وفي السياق نفسه، قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة إن الجيش الإسرائيلي يضع مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا وطواقمه الطبية هدفا للتدمير والقتل، مؤكدا أن تلك الأفعال تعد جرائم حرب ووحشية مركبة.
وأشار المكتب، في بيان، إلى أن الهجمات على مستشفى كمال عدوان تصاعدت خلال الأسبوعين الماضيين، مع تعرض المستشفى للقصف المتواصل بالقذائف والقنابل من الطائرات وإطلاق النار المباشر على غرف المرضى.
وأضاف أنه منذ بداية الحرب يستهدف جيش الاحتلال المنظومة الصحية في غزة من خلال تدمير وإحراق المستشفيات والمراكز الطبية وإخراجها من الخدمة، إذ استشهد أكثر من ألف طبيب وممرض واعتقل أكثر من 310 منهم، بالإضافة إلى منع إدخال المستلزمات الطبية والوفود الصحية ومئات الجراحين إلى قطاع غزة.
وكان مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية أصيب في فخذه الأيسر جراء قصف إسرائيلي استهدف المستشفى شمالي قطاع غزة.
واستهدف القصف، الذي نفذته طائرة مسيّرة للاحتلال، محطة الأكسجين في مستشفى كمال عدوان، في ظل مخاوف من اشتعال النيران بالمستشفى بعد تسرب الأكسجين.
وأثارت الإصابة مخاوف بشأن حالة أبو صفية الصحية بسبب نقص الأطباء والأضرار التي لحقت بالمعدات والأجهزة الطبية في المستشفى، الذي يعد أحد المرافق الطبية الثلاثة التي تعمل بالكاد في الطرف الشمالي لقطاع غزة.
وتزامن الهجوم مع مواصلة قوات الاحتلال توغلها وقصفها الأطراف الشمالية للقطاع في هجومها الرئيسي الذي تشنه منذ أوائل الشهر الماضي.
خطة الجنرالات
بدورها، نقلت صحيفة هآرتس عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن الجيش الإسرائيلي يطالب سكان شمال غزة بإخلاء منازلهم على الرغم من نفي الجيش الإسرائيلي تنفيذ خطة الجنرالات في شمال القطاع.
وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يقوم بهدم المباني المتبقية في مخيم جباليا بشكل ممنهج.
وأوضحت أن منطقة مخيم جباليا لم تعد صالحة للسكن، وكانت الجزيرة قد حصلت على صور تظهر آثار الدمار في المخيم.
وأشارت هآرتس إلى أن صور أقمار صناعية حديثة تظهر حجم الدمار الواسع الذي خلفته العمليات البرية والقصف الجوي الإسرائيلي في مخيم جباليا.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن عملياته في شمال غزة تهدف إلى منع عناصر المقاومة من شن هجمات وإعادة تنظيم صفوفهم.
وعبّر سكان فلسطينيون عن خوفهم من أن يكون الهدف هو إخلاء جزء من القطاع بصورة دائمة وتحويله إلى منطقة عازلة.