هاجمت القوات العراقية أحياء أخرى في القسم الغربي من مدينة الموصل، وقوبلت بمقاومة شرسة من تنظيم الدولة الإسلامية، بعد ساعات من إعلانها قطع طريق إمداد رئيسي يتجه غربا إلى تلعفر التي لا تزال خاضعة للتنظيم.
وقالت مراسلة الجزيرة ستير حكيم إن القوات العراقية وصلت اليوم الأربعاء إلى حي وادي حجر الذي يقع شمال مطار الموصل، وأضافت أن الاشتباكات مستمرة في الحي. وفي الوقت نفسه هاجمت قوات عراقية حي المنصور الذي يقع غرب وادي حجر، بينما ذكرت قيادة العمليات المشتركة أن قواتها سيطرت على حي المأمون بعد يوم من استعادتها حي الطيران.
ويأتي تحرك وحدات من الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع وقوات مكافحة الإرهاب باتجاه عمق أحياء الجانب الغربي للموصل بعد سيطرتها في وقت سابق على مطار الموصل ومعسكر الغزلاني وأحياء قريبة غير مكتظة بالسكان.
كما سيطرت القوات العراقية على الجسر الرابع، وهي تعكف على إقامة جسر متحرك للعبور إلى غرب نهر دجلة بهدف الالتقاء مع القوات المتقدمة من جنوب وغرب الموصل.
وفي وقت سابق اليوم قال مصدر أمني إن القوات العراقية تمكنت من استعادة السيطرة على الطريق الرابط بين مدينتي الموصل وتلعفر. وأضاف المصدر نفسه أن الفرقة التاسعة في الجيش العراقي وصلت إلى مشارف “بوابة الشام” شمال غرب الموصل، وتمكنت من قطع الطريق الواصل إلى مدينة تلعفر (60 كيلومترا غرب الموصل).
وقال قادة عسكريون عراقيون إن الطريق يعني أن تنظيم الدولة بات محاصرا في أحياء الموصل الغربية وكذلك في تلعفر. كما قال مدير مكتب الجزيرة في أربيل أحمد الزاويتي إن قطع الطريق بين الموصل وتلعفر هو أبرز إنجاز عسكري للجيش، إذ جعل الموصل وتلعفر محاصرتين بالكامل.
وأضاف الزاويتي أن هذه التطورات العسكرية ستجعل المعارك بين الجيش وتنظيم الدولة تتركز في الأحياء القديمة للموصل حيث تقل المساحات المفتوحة، مما سيعقد مهمة القوات العراقية ويتيح هامش تحرك أكبر للتنظيم.
مقاومة عنيفة
من جهته أقر قائد قوات مكافحة الإرهاب العراقية الفريق الركن عبد الغني الأسدي بأن مقاتلي تنظيم الدولة يخوضون “مقاومة عنيفة وشرسة” في منطقة المأمون التي تقع جنوب غرب القسم الغربي من الموصل.
وقالت مراسلة الجزيرة ستير حكيم إن تنظيم الدولة يواجه القوات المهاجمة بأساليب مختلفة بينها نشر القناصين.
ونقلت عن مصادر عسكرية أن مسلحي التنظيم هاجموا اليوم قوات عراقية في الأطراف الشمالية للموصل بثلاث سيارات ملغمة، وعقب التفجيرات اندلعت اشتباكات قتل فيها ثلاثة جنود وعنصر من مليشيا الحشد الشعبي.
وأوضحت مراسلة الجزيرة أن وتيرة تقدم القوات العراقية اليوم وأمس كانت بطيئة مقارنة بالأيام الأولى من بدء عملية استعادة أحياء الموصل الغربية، ونقلت عن مصادر عسكرية أن ذلك يعود لانشغالها بتطهير المناطق التي استعيدت من الألغام والخلايا النائمة.
كما أشارت المراسلة إلى قصف جوي استهدف اليوم جامع “الأسود” في منطقة الفاروق الواقعة ضمن أحياء الموصل القديمة مما أدى إلى مقتل وإصابة 20 شخصا غالبيتهم من المدنيين. وقالت إن قصفا مماثلا استهدف منطقة الدواسة، وأدى إلى مقتل مسلحين من تنظيم الدولة وتدمير عربات عسكرية لهم.
من جهتها أفادت وكالة أعماق أن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 14 بينهم نساء وأطفال، في قصف على سوق الشعارين ومنطقة المطاحن، غربي الموصل.