الجمعة 12 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 13 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

المساعدات الإنسانية في غزة.. بيانات كاذبة في ظل أزمة خانقة

في إطار سعيها المتواصل لتضليل الرأي العام، تصدر تل أبيب بيانات تعلن فيها عن سماحها بإدخال مساعدات إغاثية إلى شمال قطاع غزة، وذلك لذر الرماد في العيون وللتغطية على الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.

ومنذ 13 يوما يشدد الجيش الإسرائيلي حصاره على شمال قطاع غزة، ويرتكب فظائع بحق الفلسطينيين بنسف البيوت على رؤوس ساكنيها وقصف المباني واستهداف كل ما يتحرك، ومنع وصول الماء والغذاء والدواء إلى المحاصرين داخل المنطقة.

ومساء الأربعاء أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان “نقل 50 شاحنة محملة بالغذاء والماء والمعدات الطبية إلى شمال قطاع غزة”، دون تحديد الأماكن التي وصلتها والجهة التي استلمتها.

لكن مصدرا مطلعا بقطاع غزة، نفى المزاعم الإسرائيلية، وقال للأناضول إن “ما تم إدخاله هو 12 شاحنة فقط محملة بالدقيق”، وهي لا تعادل نقطة من المساعدات في محيط الاحتياجات.

وأوضح المصدر، مفضلا عدم نشر اسمه، أن ما دخل وصل محافظة غزة فقط وليس محافظة الشمال – كما يزعم الجيش الإسرائيلي – فضلا عن أن هذه الكمية لا تلبي شيئا من احتياجات عشرات آلاف الفلسطينيين المحاصرين في غزة والشمال.

وأردف مبينا 12 شاحنة دقيق لا تغير شيئًا في الواقع الصعب، حيث يتفاقم الحصار وحالة المجاعة، فالفلسطينيون هناك بحاجة ماسة إلى مواد غذائية متنوعة ووقود وغاز الطهي.

وأضاف أن الدقيق يتلف في بيوت الفلسطينيين، بسبب نقص وسائل إعداده، من ماء صالح وغياب الوقود اللازم لإيقاد النار.

وتتكون محافظة شمال غزة من 3 بلدات رئيسية هي بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، ويعمل الجيش الإسرائيلي على تهجير الفلسطينيين منها إلى محافظة غزة ومنها إلى منطقة “المواصي” الممتدة غرب محافظات الوسطى وخان يونس ورفح.

وفي حال تمكن أي من الفلسطينيين بالشمال من الوصول إلى محافظة غزة للحصول على دقيق، فإنهم لن يتمكنوا من العودة به إلى الشمال بسبب الحصار الإسرائيلي المطبق.

وفي 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري اجتاحت إسرائيل محافظة الشمال، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها بالمنطقة”، بينما يقول الفلسطينيون إنها تعمل على تهجير المواطنين واحتلال المنطقة وفصلها عن بقية القطاع.

ومع تزايد التقارير الإعلامية عن المجاعة شمال القطاع، ادعت وسائل إعلام عبرية الأربعاء، أن واشنطن أرسلت إلى تل أبيب “رسالة تلوح بالإضرار بالمساعدات العسكرية في حال عدم إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة في غضون 30 يوما”.

ويرى مراقبون أن رسالة واشنطن تمنح حليفتها إسرائيل حيزا زمنيا لاستكمال تنفيذ “خطة الجنرالات” التي كشف عنها موقع “واي نت” العبري في 4 سبتمبر/ أيلول الماضي، وتهدف إلى “تحويل شمال غزة إلى منطقة عسكرية مغلقة، وإجلاء سكانها خلال أسابيع قليلة”.

وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل إبادة الجماعية بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 خلفت 142 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وآلاف المفقودين ودمارا هائلا ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

وحوّلت تل أبيب قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت الإبادة نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.

    المصدر :
  • الأناضول