الثلاثاء 2 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 3 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

المستثمرون العالميون يترقبون بقلق نتيجة الانتخابات الأمريكية

يعيش المستثمرون العالميون حالة من الترقب فيما توجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع اليوم الثلاثاء، لتقترب بذلك نهاية انتخابات محتدمة أثرت على السندات والأسهم وأصول أخرى في الأشهر القليلة الماضية وقد تؤثر أيضا بشكل أكبر على الأسواق مع ظهور النتائج.

وقد تكون لواحدة من أكثر الانتخابات استثنائية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث تأثيرات شديدة التباين على سياسات الضرائب والتجارة وكذلك على المؤسسات الأمريكية على حسب الفائز فيها، سواء الجمهوري دونالد ترامب أو الديمقراطية كامالا هاريس.

ويمكن أن تؤدي هذه النتائج إلى حدوث تقلبات في أسعار الأصول في جميع أنحاء العالم وإلى تداعيات مالية واسعة النطاق على أمور منها آفاق الديون الأمريكية وقوة الدولار ومجموعة من الصناعات التي تشكل العمود الفقري للشركات الأمريكية.

ويشعر المستثمرون بالقلق من أن تؤدي أي نتيجة غير واضحة أو متنازع عليها إلى تأجيج التقلبات الناجمة عن أي حالة من عدم اليقين الدائم بشأن المشهد السياسي، إذ تظهر استطلاعات الرأي احتدام المنافسة بين الرئيس السابق ونائبة الرئيس الحالية وتقارب المنافسة كذلك على السيطرة على الكونجرس الأمريكي.

وسيركز المستثمرون انتباههم على نتائج عدد قليل من المقاطعات المهمة التي قد تكشف مؤشرات مبكرة حول الفائز في بدء الإدلاء بالأصوات. لكن العديد من الولايات المتأرجحة التي ستحسم نتيجة السباق قد لا تظهر نتائجها المؤثرة حتى وقت متأخر من الليل بالتوقيت المحلي على الأقل.

وقال مايك مولاني مدير أبحاث الأسواق العالمية في شركة (بوسطن بارتنرز) “هذه أهم انتخابات أشهدها في مسيرتي المهنية”. وعمل مولاني في إدارة الاستثمارات لأكثر من 40 عاما.

وأضاف مولاني “ستكون الانتخابات منقسمة بشدة، وستحدث أشياء معينة في حالة فوز ترامب، وأشياء أخرى في حالة فوز هاريس”.

ويأتي التركيز على الانتخابات في أعقاب ارتفاع للأسهم دفع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 إلى تسجيل مستويات مرتفعة قياسية في 2024 بصعوده 20 بالمئة تقريبا منذ بداية العام، مدفوعا بمتانة الاقتصاد وقوة أرباح الشركات وخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة.

وتقدم المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 0.8 بالمئة صباح اليوم بعد مكاسب حققتها العديد من الأصول التي ارتبطت تقلباتها السعرية في الآونة الأخيرة بترتيب ترامب في استطلاعات الرأي.

وارتفعت عدة مقاييس لتقدير حجم طلب المتعاملين للحماية من تقلبات الأسعار الكبيرة خلال الليلة في سوق العملات إلى أعلى مستوياتها منذ انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2016.

* الرهانات تؤثر على الأسواق

كان للرهانات على نتائج الانتخابات دور في التأثير على الأسواق. وأشار المتعاملون إلى المكاسب التي حققها ترامب في استطلاعات الرأي باعتبارها عاملا يحرك الأصول التي قد تتأثر بتعهداته برفع الرسوم الجمركية وخفض الضرائب والحد من القيود التنظيمية.

وقد تؤدي ما تُسمى ‭”‬اقتصاديات ترامب” إلى انخفاض في البيزو المكسيكي الذي قد يتأثر بالرسوم الجمركية، وتقلبات حادة في أسهم مجموعة ترامب ميديا اند تكنولوجي وفي مكاسب في قطاعات قد تستفيد من تخفيف القيود التنظيمية، مثل البنوك الإقليمية وعملة بتكوين المشفرة.

وارتفعت أيضا عوائد سندات الخزانة الأميركية التي تتحرك عكسيا مع أسعار السندات، إذ يتوقع المستثمرون ارتفاع معدلات التضخم، وهي من التبعات الأخرى المتوقعة لسياسات ترامب.

وقفز سهم مجموعة ترامب ميديا بنحو 15 بالمئة صباح اليوم، في حين ارتفع سعر بتكوين قرابة أربعة بالمئة مع ميل أسواق الرهانات بشكل أكبر لترجيح كفة ترامب.

ومن المتوقع في الوقت نفسه أن يؤدي فوز هاريس بالانتخابات إلى فرض قواعد تنظيمية أكثر صرامة ومزيد من الدعم للطاقة النظيفة واحتمال فرض ضرائب أعلى على الشركات والأفراد الأثرياء.