وتضمّن الاستدعاء الذي تسلمه شقيقه محمد عبد الكريم، عددا من الاتهامات، منها نشر العداوة بين أتباع الأديان المختلفة، والقيام بنشاطات غير قانونية تهدد الوئام، وغسيل الأموال. وقد تم التحقيق مع نائلة نوراني شقيقة الداعية.
ولا يعرف ما إذا كان ذاكر نائيك -الذي ينفي كل تلك الاتهامات وينكرها- سيعود من خارج الهند للمثول أمام وكالة التحقيقات أم سيكتفي باتصال مصور ثم انتظار جلسة استئناف ضد قرار وكالة التحقيقات.
ويأتي الاستدعاء المذكور بعد تصنيف السلطات الهندية مؤسسة البحوث الإسلامية التي أطلقها ذاكر بأنها غير قانونية، وذلك بالتزامن مع إجراء التحقيق في أعمال مؤسسات تعليمية وخيرية أخرى للداعية.
ويتوقع أن تستهدف الإجراءات الأمنية كذلك قنوات ذاكر وشركاته الإعلامية الأخرى، وأشهرها قناة السلام بلغاتها المختلفة. وتجذب تلك القنوات مئات الملايين من المشاهدين من الناطقين بغير العربية في مختلف القارات، وتختص ببث مواد خاصة بالدين الإسلامي ومقارنة الأديان.
يذكر أن أولى الاتهامات بدأت تثار ضد ذاكر نائيك في يوليو/تموز الماضي، وذلك عندما تحدثت أجهزة أمن بنغالية عن تأثر مهاجمين لإحدى المقاهي في دكا بخطاب ذاكر، وهو ما نفاه الأخير في تصريحاته. وزار ذاكر إندونيسيا قبل أيام، ويعتقد أنه توجّه لدولة عربية وسيعود إلى جاكرتا الشهر المقبل.
وعُرف الداعية الهندي ذاكر بمناظراته العديدة مع أنصار الديانات المسيحية واليهودية والهندوسية وعلمائها، وحواره كذلك مع ملحدين. كما عرف بمئات المحاضرات التي ألقاها بعشرات الدول العربية والغربية وفي معظم قارات العالم. وأسلم على يديه الآلاف في أنحاء العالم مباشرة أو عبر متابعة أشرطته المسموعة والمرئية وبرامجه التلفزيونية على العديد من القنوات في العالم.
ويعتبر ذاكر -الذي يتميز بقوة الحفظ والدراية الكبيرة بكتب الديانات الأخرى- أن من واجب كل مسلم تبليغ رسالة الإسلام لغير المسلمين، وإزالة التصورات والشبهات الخاطئة عنه بدعوة الناس إلى الحق والتواصي بالصبر.
ورغم منهجه الحواري والسلمي في الدعوة، فإن ذلك لم يمنع بعض الحكومات من منع محاضراته كما فعلت الحكومة البريطانية في يونيو/حزيران 2010 بدعوى “الترويج للفكر الإرهابي”.
وألّف ذاكر عددا من الكتب منها “مفهوم الإله في الأديان الكبرى”، و”القرآن والعلم الحديث”، و”الأسئلة الشائعة لدى غير المسلمين حول الإسلام”. ونشر مقالات وبحوثا تناولت قضايا المقارنة بين الإسلام والمسيحية، وعلاقة الإسلام بالعلمانية والعلم الحديث.