اتخذت كولومبيا، أمس السبت، قرارا بوقف صادرات الفحم إلى إسرائيل، دعما لقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان منذ 7 تشرين الأول الفائت.
وأعلن الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، السبت، أن بلاده ستوقف صادراتها من الفحم إلى إسرائيل مع استمرار الحرب في قطاع غزة.
وكتب بيترو اليساري على منصة إكس: “سنوقف صادراتنا من الفحم إلى إسرائيل إلى أن توقف الإبادة”.
وكان بيترو أعلن في مايو الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وإسرائيل واصفا حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنها “ترتكب إبادة” بحق الفلسطينيين. كذلك، أوقف عمليات شراء الأسلحة الإسرائيلية الصنع، علما أن إسرائيل تشكل أحد أبرز مصادر التسليح لقوات الأمن الكولومبية.
وبحسب وكالة بلومبرغ، فإن إسرائيل تعتمد في خُمس إنتاجها من الكهرباء على الفحم، لكن من المتوقع أن تنخفض هذه النسبة إلى ما يصل إلى 3 بالمئة في العام المقبل. في أوقات الحاجة الشديدة، يمكن لاثنتين من محطات الطاقة الرئيسية في إسرائيل التحول إلى الفحم كدعم احتياطي في حالات الطوارئ.
وزودت كولومبيا إسرائيل بما قيمته نحو 450 مليون دولار من الفحم العام الماضي، وفقا لبلومبرغ. وتعد شركتي “دروموند كومباني”، ومقرها في ألاباما، و”غلينكور” هما الموردان الوحيدان للفحم الكولومبي لإسرائيل.
وأورد مرسوم أصدرته وزارة التجارة والصناعة، أن وقف تصدير الفحم الكولومبي لإسرائيل سيسري “حتى الاحترام التام للتدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية في إطار عملية تطبيق اتفاق منع جريمة الإبادة والمعاقبة عليها في قطاع غزة”.
وأوضحت الحكومة الكولومبية أن الإجراء سينفذ بعد خمسة أيام من نشره في الجريدة الرسمية، ولن يشمل السلع التي سبق أن حصلت على إذن بتصديرها.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور التدابير المؤقتة من محكمة العدل الدولية، وكذلك رغم إصدار مجلس الأمن الدولي لاحقا قرار بوقف إطلاق النار فورا.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
وتعرقلت جهود التوصل إلى الصفقة الأخيرة بعد رفض إسرائيل لها بدعوى أنها لا تلبي شروطها، وبدئها عملية عسكرية على مدينة رفح في السادس من مايو/أيار، ثم السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في اليوم التالي.