أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للعاهل الأردني الملك عبد الله (الأحد 7-1-2024) أن واشنطن تعارض التشريد القسري للفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، وعبر عن أمله في إطلاق محادثات بشأن مستقبل غزة.
وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي أن الملك عبد الله أثار خلال اجتماعه مع بلينكن مخاوف الأردن المتعلقة بالتهجير مع استمرار إسرائيل في حملتها العسكرية التي حولت جزءا كبيرا من قطاع غزة الصغير إلى ركام، كما جعلت سكان القطاع وعددهم نحو 2.3 مليون نسمة على شفا المجاعة بحسب موظفي إغاثة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن بلينكن، شدد خلال اجتماعه مع الملك عبد الله في عمان، “على رفض الولايات المتحدة للتشريد القسري للفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة والحاجة الماسة لحماية المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية من عنف المستوطنين المتطرفين”.
ونزح معظم سكان غزة بسبب الصراع، كما اندلعت أعمال عنف في الضفة الغربية، بما في ذلك غارة مميتة في مدينة جنين اليوم الأحد.
وقال الديوان الملكي إن العاهل الأردني حذر بلينكن من “التداعيات الكارثية” لاستمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وأضاف في بيان أن الملك عبد الله أكد خلال اجتماعه مع بلينكن أهمية دور الولايات المتحدة في الضغط باتجاه وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وبدأت الحرب في غزة بعد هجوم مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي تقول إسرائيل إنه تسبب في مقتل 1200 واحتجاز 240 رهينة في غزة.
ووفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، أدى الهجوم الجوي والبري الذي شنته إسرائيل ردا على ذلك إلى مقتل 22835 فلسطينيا حتى اليوم الأحد.
تأتي جولة بلينكن في المنطقة وسط مخاوف متزايدة من أن يتسع نطاق حرب غزة.
وتأتي أيضا بعد غارة جوية بطائرة مسيرة في بيروت أدت لمقتل قيادي كبير في حماس وفي ظل تبادل إسرائيل إطلاق النار مع جماعة حزب الله اللبنانية، المتحالفة من إيران، عبر حدودها الشمالية مع لبنان.
وتعمل واشنطن أيضا على حشد حلفائها لردع الهجمات التي يشنها الحوثيون، الذين يسيطرون على مساحات كبيرة من اليمن، على السفن في البحر الأحمر.
ووصل بلينكن إلى الأردن في وقت متأخر أمس السبت واجتمع مع الملك عبد الله اليوم قبل أن يزور قطر للاجتماع مع الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي يتولى أيضا منصب وزير الخارجية.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن سيناقش في الدوحة الجهود المبذولة لتحرير ما يزيد على 100 رهينة يُعتقد بأنهم ما زالوا محتجزين لدى حماس بعد انهيار اتفاق سابق توسطت فيه قطر.
ويختتم بلينكن يومه بزيارة الإمارات.
وتريد واشنطن من جيران إسرائيل العرب لعب دور في إعادة إعمار غزة وإدارتها وأمنها إذا حققت إسرائيل هدفها المتمثل في القضاء على حماس التي تدير القطاع منذ عام 2007.
وقال المسؤول الأمريكي إن الوفد سيجمع رؤى الدول العربية بشأن القضية الحساسة المتعلقة بمستقبل غزة قبل أن ينقل هذه المواقف إلى إسرائيل في الأيام المقبلة، معترفا بأنه ستكون هناك فجوة كبيرة بين رؤى الأطراف المختلفة للقطاع.
* أزمة إنسانية
دعا بعض الفلسطينيين في مخيم للنازحين برفح في جنوب قطاع غزة بلينكن إلى التمسك بدعوة الولايات المتحدة لحل الدولتين.
وقال النازح مصطفى العطاونة (76 عاما) “نأمل أن تكون زيارة لمصلحتنا ولصالح السلام ولصالح إقامة دولة فلسطينية بجوار دولة يهودية بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة… ومع ما دعت إليه أمريكا”.
وفي عمان، زار بلينكن مستودعا لبرنامج الأغذية العالمي يقوم بتخزين الأغذية المعلبة المتجهة إلى غزة.
وقالت لورا تيرنر، القائمة بأعمال المدير القطري لفلسطين في برنامج الأغذية العالمي، قبل لقاء بلينكن إنه يجب عليه الضغط لوقف الصراع ولأن تفتح إسرائيل معابر حدودية إلى شمال غزة.
وأضافت “هذا هو المكان الذي لم نتمكن من الوصول لسكانه منذ ستة أسابيع ونحن أكثر قلقا بشأنهم”، مضيفة أن المساعدات التي ترسل إلى الشمال من جنوب غزة يأخذها فلسطينيون آخرون في الطريق أيضا لحاجتهم الماسة إلى الغذاء.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة تعمل على إبقاء طرق المساعدات في القطاع مفتوحة ومضاعفتها.
وأضاف “نركز بشدة على الوضع الغذائي الصعب للغاية والمتدهور بالفعل للرجال والنساء والأطفال في غزة، وهذا شيء نعمل عليه على مدار الساعة”.