بلينكن يزور معبر "كرم أبو سالم" لمتابعة إيصال المساعدات وسط استمرار القصف في غزة

تفقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء معبر كرم أبو سالم الذي يمر منه جانب من المساعدات إلى قطاع غزة، فيما تواصل القصف المدفعي الإسرائيلي للقطاع.

واستمع بلينكن خلال الزيارة لمسؤولين إسرائيليين، بينهم وزير الدفاع يوآف جالانت، عن الجهود المبذولة لزيادة وتيرة إيصال المساعدات للقطاع الفلسطيني الذي يقع على بعد بضع مئات من الأمتار.

وألقى بلينكن أول نظرة له على القطاع عن قرب منذ اندلاع الحرب قبل ما يقرب من سبعة شهور، وذلك بينما كان يتجول في مجمع عند المعبر الذي تحده جدران خرسانية سميكة حيث يتم تفتيش شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة، وهي عملية تقول جماعات إغاثة إنها تبطئ وصول المساعدات.

وكانت أكياس الحمص المعلب والأرز والبطاطس وورق المرحاض، وبعضها يحمل شعار برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أو مؤسسة الإغاثة ورلد سنترال كيتشن، موضوعة على ألواح تحميل انتظارا لإدخالها غزة. وكان جنود يحملون أسلحة آلية يتجولون في المنطقة.

وتحاول إسرائيل الإيحاء بأنها لا تمنع وصول المساعدات لغزة، خاصة منذ أن أصدر الرئيس جو بايدن تحذيرا شديدا لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، قائلا إن سياسة واشنطن يمكن أن تتغير إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات لتخفيف الأضرار التي تلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وضمان سلامة موظفي الإغاثة.

وجاءت هذه الخطوة بعد مقتل سبعة من موظفي الإغاثة العاملين لدى ورلد سنترال كيتشن في ضربة إسرائيلية، مما زاد الغضب حيال قسوة الأوضاع التي يعيشها الفلسطينيون في غزة.

وأفاد مسؤولون أمريكيون ومنظمات إغاثة بإحراز بعض التقدم، لكنهم يحذرون من أن ما تحقق ليس كافيا، وذلك وسط تحذيرات قوية من مجاعة وشيكة بين سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

كان المعبر قد أغلق بعد السابع من أكتوبر تشرين الأول، عندما فرضت إسرائيل حصارا مشددا على غزة، لكنه أعيد فتحه في ديسمبر كانون الأول.

وبالإضافة إلى فتح كرم أبو سالم ومعبر رفح القريب منه والكائن على الحدود مع مصر، عاودت إسرائيل اليوم الأربعاء فتح معبر إيريز المؤدي إلى شمال غزة أمام شاحنات المساعدات.

وكانت هناك 26 شاحنة على الأقل تحمل مساعدات إنسانية تنتظر على الطريق خارج معبر كرم أبو سالم في انتظار الدخول. ورأى شاهد من رويترز أيضا عشرات المركبات العسكرية والدبابات قرب الطريق المؤدي إلى المعبر.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن بلينكن ناقش في وقت سابق من اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي “التحسن في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ المكالمة بين بايدن ونتنياهو في الرابع من أبريل وأكدا أهمية تسريع هذا التحسن واستدامته”.

وقبل وصوله إلى إسرائيل، قال بلينكن إنه ينبغي لها بذل المزيد من الجهد فيما يتعلق بإيصال المساعدات.

وبينما كانت زيارة بلينكن تركز على توصيل المزيد من المساعدات للفلسطينيين في غزة، تحذر واشنطن إسرائيل أيضا من المضي قدما في هجوم تخطط لشنه على مدينة رفح في جنوب القطاع.

وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.

وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور التدابير المؤقتة من محكمة العدل الدولية، وكذلك رغم إصدار مجلس الأمن الدولي لاحقا قرار بوقف إطلاق النار فورا.

ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.

للمزيد اقرأ:

بلينكن يدعو لتسوية سريعة وتوزيع فوري للمساعدات في غزة