وأكد بوتين خلال استقباله نظيره التركي في موسكو اليوم الجمعة أن البلدين أقاما علاقات جيدة على مستوى الأجهزة الأمنية ووزارة الدفاع.
ووصل أردوغان اليوم الجمعة إلى موسكو لإجراء محادثات تتصدرها الأزمة السورية والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وقال مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج إن الزيارة مهمة لأنها تأتي في ظل استقبال موسكو العديد من قادة الدول الذين يبحثون التسوية في سوريا، مشيرا إلى أن أردوغان جاء إلى روسيا لبحث مسألتين أساسيتين: سياسية واقتصادية.
أما السياسية فتتعلق بعملية درع الفرات وعقدة الأكراد في منبج في ظل وجود قوات أميركية في شمال سوريا بذريعة الفصل بين أطراف النزاع، وكذلك متابعة وقف إطلاق النار في سوريا، ولا سيما أن مفاوضات جديدة ستعقد في أستانا بالتزامن مع مباحثات جنيف.
وعلى الجانب الاقتصادي، ذكر مراسل الجزيرة أن ثمة مفاوضات تُجرى بين موسكو وأنقرة تتعلق بإمكانية شراء تركيا منظومة صواريخ أس 400 المتطورة.
وفي الجانب التركي، أكد مراسل الجزيرة في أنقرة المعتز بالله حسن على أهمية هذه الزيارة، وقال إن الاجتماع بين الزعيمين استمر ساعتين وربع الساعة.
وأضاف أن الوفد الكبير المؤلف من مختلف المسؤولين في المجالات الدفاعية والأمنية والاقتصادية وغيرها يعني أن ملفات عديدة ستطرح، ويتوقع توقيع اتفاقات في مختلف المجالات.
مراحل العلاقات
وقد مرت العلاقات الروسية التركية بكثير من الشد والجذب خاصة بعد اندلاع الثورة السورية، حيث انتقدت موسكو أنقرة بشدة على تدخلها في ما اعتبرتها محاولة للإطاحة بنظام الأسد “الشرعي” في سوريا.
ففي 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 بلغ التوتر ذروته ووصل إلى حد المقاطعة بعد إسقاط مقاتلتين تركيتين طائرة روسية فقررت موسكو بعدها بيوم إيقاف كل المشاريع التجارية بين البلدين وإلغاء قرار إعفاء الأتراك من التأشيرات الروسية.
وفي 28 من الشهر ذاته وقع بوتين مرسوما يفرض عقوبات اقتصادية على تركيا ويمنع السياح الروس من التوجه إلى المنتجعات التركية.
لكن في 27 يونيو/حزيران 2016 قالت موسكو إن أردوغان قدم رسالة اعتذار عن إسقاط الطائرة خلال اتصال هاتفي مع الرئيس بوتين.
وبعد ذلك بنحو شهر كان الرئيس الروسي أول زعيم أجنبي يتصل بأردوغان عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة ويعلن دعمه له.
وفي 9 أغسطس/آب الماضي زار أردوغان بطرسبورغ الروسية لتنتهي الأزمة بين البلدين، ويتم خلال الزيارة إحياء المشاريع الاقتصادية بينهما، حيث أسس البلدان لاحقا لجنة مشتركة للتنسيق في سوريا والرقابة على وقف إطلاق النار.