الجمعة 17 رجب 1446 ﻫ - 17 يناير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تباين في مواقف دول الجوار السوري بعد سقوط الأسد

مع الأحداث المتسارعة في سوريا، تتباين مخاوف دول الجوار بين الهواجس الأمنية والطموحات السياسية، وهو ما يمثل انعكاسا لتعقيدات الوضع الإقليمي.

العديد من دول المنطقة أبدت مخاوفها من التهديدات الأمنية التي قد تؤثر على استقرار بسبب التصعيد في الداخلي السوري، بينما أبدى بعضها ارتياحا لما يحصل، خاصة مع دخول فصائل المعارضة دمشق وسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

إسرائيل

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد، أن اليوم تاريخي بالنسبة للشرق الأوسط بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.

وقال نتنياهو، خلال وجوده قرب الحدود مع سوريا، رفقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس، إن “هذا يوم تاريخي في الشرق الأوسط. نظام الأسد حلقة مركزية في محور الشر الإيراني – لقد سقط هذا النظام”.

أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس، مئير مصري، قال إن ما يحدث من “تراجع لمحور إيران في سوريا، يصب في مصلحة إسرائيل من دون أدنى شك”.

وأشار مصري وهو عضو اللجنة المركزية لحزب العمل في رد على استفسارات موقع “الحرة” أن ما يجري في سوريا يحدث “بقوة غير متوقعة”.

وبشأن المخاوف من وصول فصائل متشددة لسدة الحكم في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، قال إنه “لا يزال من المبكر التكهن بما سوف تؤول إليه الأوضاع، ولكن مما لا شك فيه أن سقوط نظام الأسد سوف يعد مكسبا إستراتيجيا لإسرائيل”.

وأكد أن هذا “سوف يكرس نهاية التواجد الإيراني في دول الجوار المباشر”، متسائلا “ماذا جنينا من علمانية نظام الأسد؟”، ومنوها إلى أنه “رعى تنظيمات إرهابية تعادي إسرائيل”.

ويعتقد مصري أنه “لا يوجد من هو أسوأ من نظام الأسد؛ إذ أنه احتوى حماس على مدار سنوات، ودعم حزب الله ووضع الحرس الثوري على حدود إسرائيل”.

و أعلن نتنياهو، الأحد، انهيار اتفاق “فض الاشتباك” لعام 1974 حول الجولان، وأنه أمر بـ”الاستيلاء” على المنطقة العازلة.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر قال السبت، إن “قوات مسلّحة” دخلت المنطقة العازلة التي تنتشر فيها الأمم المتحدة.

وقال ساعر في منشور على منصة إكس إن إسرائيل “قلقة إزاء انتهاكات” للهدنة الموقعة مع سوريا في العام 1974، مشددا على أن “إسرائيل لا تتدخل في النزاع الداخلي في سوريا”.

لبنان

منذ العام 2013، أي بعد عامين من اندلاع النزاع، يقاتل حزب الله بشكل علني في سوريا دعما لجيش النظام السوري. وكان في عداد مجموعات عدة موالية لطهران قاتلت الفصائل المعارضة، وتمكنت من ترجيح كفة الميدان لصالحها على جبهات عدة.

ومع توقف المعارك الى حد بعيد، تراجع عدد مسلحي حزب الله في سوريا خصوصا في الأشهر الاخيرة على وقع الحرب في لبنان.

وقال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الخميس إن حزبه سيقف الى جانب حليفته سوريا “لإحباط أهداف” هجمات الفصائل المعارضة، منددا بها ومؤكدا أن هدفها “إحداث الفوضى”.

الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني، مكرم رباح، قال إن حزب الله يروج رواية مفادها “أن الجماعات الإسلامية والفصائل المعارضة السورية ستدخل إلى لبنان”.

وأوضح في حديث لموقع “الحرة” أن خلافات الفصائل المسلحة السورية السابقة مع لبنان كانت بسبب حزب الله، ولكن هذه الفصائل “تتعامل بمقاربة مختلفة في سوريا” من أجل تحقيق السيطرة في المدن، وهدفها المعلن “إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وليس الدخول إلى لبنان”.

وكان حزب الله أرسل، ألفي مسلح إلى منطقة القصير التي تعد أحد معاقله في سوريا، القريبة من الحدود مع لبنان، حسبما أفاد مصدر مقرب من الحزب وكالة فرانس برس.

و يرى رباح “أن حزب الله في المرحلة الحالية لا يستطيع فعليا القتال في سوريا”، خاصة بسبب الخسائر التي مني بها في الحرب الأخيرة مع إسرائيل.

الأردن

ترأس العاهل الأردني عبدالله الثاني، السبت، اجتماعا لمجلس الأمن القومي، تم فيه بحث آخر المستجدات خاصة الأحداث الجارية في سوريا.

وقالت وكالة الأنباء الأردنية “بترا” إن الاجتماع تطرق إلى “الجهود الكبيرة التي تقوم بها القوات الأردنية في الحفاظ على الأمن الوطني وأمن الحدود، وإلى الخطوات الضرورية التي تقوم بها لضمان حماية وتأمين الحدود الشمالية”.

المحلل الجيوسياسي الأردني، عامر السبايلة، قال إن الأردن يراقب عن كثب ما يحصل في سوريا، وبسقوط نظام الأسد ستكون لديه حسابات لحماية مصالحه الأمنية.

ويشرح في حديث لموقع “الحرة” أن المملكة “في عقيدتها السياسية لا تتعامل مع الميليشيات أو الفصائل المسلحة عادة، ولكنها إذا أصبحت هي من يدير زمام الأمور في دمشق، سيكون عليها التعامل معه لضمان المصالح الأمنية”.

وأكد السبايلة أن الأردن سيتعامل مع “دمشق بحسب الواقع الذي سيكون عليه الأمر، وإذا كانت هناك جماعات متشددة تريد استهداف المملكة كما حصل سابقا، سيتم التعامل معها بحسم بالتأكيد”.

واستبعد أن يكون هناك تحالفات لهذه الفصائل مع جماعات داخل الأردن، مشددا أن “الأولوية الأمنية” هي التي تسيطر على الملفات الأردنية.

ويمثل سقوط الأسد وسيطرة فصائل المعارضة على دمشق، الذي سهله انهيار جيش النظام السوري في عدة مناطق، نقطة تحول في مسار الحرب في سوريا التي اندلعت عام 2011 بسبب قمع التظاهرات المطالبة بالديمقراطية.

و قرر الأردن، الجمعة، إغلاق معبر جابر الحدودي الوحيد العامل مع سوريا بسبب “الظروف الأمنية” في البلد المجاور، وفق ما أعلن وزير الداخلية.

ويرتبط الأردن بجارته الشمالية سوريا عبر حدود برية تمتد على 375 كيلومترا. وكان قد أغلق معبر جابر عدة مرات منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.

وتقول عمان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع، ووفقا للأمم المتحدة هناك نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجل في الأردن.

تركيا

قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الأحد، إن على أي سلطة جديدة في سوريا ألا تهدد الدول المجاورة بعد أن أعلنت فصائل المعارضة السورية دخول قواتها دمشق وإسقاط الأسد.

وقال فيدان إن تركيا عملت مع السوريين والأطراف الإقليميين والدوليين “لطمأنة دول الإقليم بأن السلطة الجديدة وسوريا الجديدة لن تشكل تهديدا لجيرانها، بل على العكس من ذلك، فإن سوريا الجديدة ستعالج المشكلات القائمة، وستقضي على التهديدات”.

الباحث والمحلل السياسي التركي، علي أسمر، قال إن الرئيس التركي حذر الأسد أكثر من مرة أن تبعات السابع من أكتوبر ستصل إلى سوريا، إذ أنه يعلم بوجود إجماع على إنهاء التواجد الإيراني في سوريا.

وزاد في رد على استفسارات موقع “الحرة” أن أنقرة تعلم تماما أن “إنهاء وجود الميليشيات الموالية لإيران في سوريا سيترك فجوات، وهو ما يولد القلق بشأن من سيملأ هذه الفجوات”.

و أكد أسمر وجود مخاوف من أن تتسبب حالة الفوضى بمحاولات لحزب العمال الكردستاني بمد أذرعه في سوريا، ولهذا تعمل تركيا بمسارين “الأول، بمسار عسكري باستهدافات نوعية في شمال سوريا والعراق، والثاني، مسار سياسي بحل الأزمة الكردية من دون عنف، وهو ما دعا إليه زعيم الحركة القومية دولت بهجلي”.

ومنذ عام 2016، نفذ الجيش التركي عمليات عدة في شمال سوريا، استهدفت خصوصا المسلحين الأكراد.

وقال أسمر إذا نجح المسار السياسي بحل الأزمة الكردية، سينعكس ذلك على قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

وبشأن مسار أستانا الذي تشارك فيه أنقرة، قال محمد زاهد غول، رئيس تحريب إندبدنت التركية لـ”الحرة” إن “أكثر من 20 اجتماعا في مسار أستانا لم يكن هناك تقدم في مسار الحل السياسي.. ولم يتم إطلاق أي سجناء”.

و قال الرئيس التركي “أملنا أن تجد جارتنا سوريا السلام والهدوء اللذين تحلم بهما منذ ثلاثة عشر عاما”، مؤكدا أن سوريا “تعبت من الحرب والدماء والدموع”.

وأضاف أن “إخواننا وأخواتنا السوريين يستحقون الحرية والأمن والسلام في وطنهم”، مبديا أمله في “رؤية سوريا تتعايش فيها الهويات مختلفة بشكل سلمي”.

وتابع إردوغان، في خطاب ألقاه في مدينة غازي عنتاب التي تضم مئات آلاف اللاجئين السوريين منذ اندلاع الحرب في بلادهم العام 2011، “نأمل في رؤية سوريا على هذا النحو في مستقبل قريب جدا”.

وقال أيضا “هناك حقيقة سياسية ودبلوماسية جديدة في سوريا”، متهما دمشق بتجاهل “يد تركيا الممدودة” بعدما سعت الأخيرة في الأشهر الأخيرة إلى تحقيق تقارب مع النظام السوري بهدف السماح بعودة جزء من 3 ملايين سوري لجأوا إلى الأراضي التركية.

    المصدر :
  • الحرة