عقدت المجموعة العربية بالأمم المتحدة اجتماعا طارئا بدعوة من المندوب الفلسطيني لبحث تداعيات طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من لجنة الإسكوا سحب تقريرها الذي دان إسرائيلبممارسة سياسات الفصل العنصري ضد الفلسطينيين.
وقد قرر المندوبون العرب تشكيل وفد من مندوبيفلسطين وعُمان والعراق للقاء غوتيريش ومتابعة هذه القضية.
ويأتي ذلك وسط ضجة في الأروقة الأممية سببتها استقالة المديرة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) ريما خلف، بعدما تعرضت لضغوط من الأمين العام الأممي لسحب تقرير دولي يتهم إسرائيل بممارسة اضطهاد للشعب الفلسطيني يرقى إلى نظام الفصل العنصري.
ضغوط
وقالت خلف إن الأمين العام للأمم المتحدة قبِل استقالتها مساء أمس، مؤكدة إصرارها على ما توصل له التقرير من أن إسرائيل قد أسست نظام فصل عنصريا يهدف لتسلّط جماعة عرقية على أخرى، وأن الأدلة التي قدمها التقرير قطعية، ومضيفة أن الواجب يفرض تسليط الضوء على الحقيقة، وأن هذه الممارسات لا يمكن تبريرها.
وعبرت ريما خلف عن اعتقادها بأن الأمين العام الأممي تعرض إلى ضغوط بسبب التقرير، مشيرة إلى أنها دعته إلى مراجعة قراره بشأن سحب التقرير، لكنه رفض وتمسك بقراره ما دعاها إلى تقديم استقالتها.
أرقام دقيقة
وفي لقاء مع الجزيرة أشاد الأمين العام للمبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي بموقف خلف وفريق البحث الذي كتب التقرير، ووصفه بالموقف الإنساني والعلمي الصادق، كما أعرب عن أسفه لرضوخ الأمين العام الأممي “للإرهاب الفكري” الذي تمارسه إسرائيل والابتزاز والمطالبة بسحب التقرير.
وقال البرغوثي إن ما كشفه التقرير هو ما تحدث عنه الفلسطينيون منذ أكثر من 14 عاما بأن هناك جريمة أبارتايد عنصرية، مشيرا إلى أن التقرير قدم وثيقة علمية موضوعية مستندة إلى معلومات ومعطيات وأرقام دقيقة تثبت ارتكاب إسرائيل جرائم حرب وجرائم تطهير عرقي.
واعتبر البرغوثي أن التقرير لا بد أن يكون دافعا للسلطة الفلسطينية حتى تحيل فورا ملف إسرائيل إلىالمحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على الجرائم التي يرتكبها.
أميركا وإسرائيل
في المقابل، أشاد مندوبا الولايات المتحدة وإسرائيل في الأمم المتحدة بموقف الأمين العام من تقرير الإسكوا، الذي اتهم الاحتلال الإسرائيلي بممارسة سياسات “الفصل العنصري” بحق الفلسطينيين، كما أثنيا على قبوله استقالة الأردنية ريما خلف.
وقالت مندوبة واشنطن نيكي هايلي “عندما يصدر شخص تقريرا زائفا وتشهيراً باسم الأمم المتحدة، فمن المناسب أن يقدم هذا الشخص استقالته”.
بدوره، قال مندوب إسرائيل داني دانون إن “قرار الأمين العام خطوة هامة لإنهاء التحيز ضد إسرائيل فى الأمم المتحدة”.
وبشأن قبول غوتيريش استقالة خلف، قال دانون “لقد عملت ريما خلف على مر السنين من أجل إلحاق الضرر بدولة إسرائيل وكان ينبغي رحيلها من الأمم المتحدة قبل ذلك بوقت طويل”.
(للاطلاع على تقرير الإسكوا بشأن الممارسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني ومسألة الفصل العنصري (أبارتايد)، يمكن الضغط على هذا الرابط باللغة العربية، وعلى هذا الرابط بالإنجليزية)