الثلاثاء 9 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 10 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تحول مهم.. أمريكا تلوح بعمل عسكري ضد نظام الأسد

أحدثت مجزرة خان شيخون التي ارتكبها النظام السوري وتسببت في مقتل وإصابة المئات، تحولا كبيرا في الموقف الأمريكي من نظام الأسد، وصل إلى حد التلويح بعمل عسكري ضده.

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة لم تستبعد ردا عسكريا على الهجوم بالغاز السام في سوريا، وألقت واشنطن بالمسؤولية عنه على الحكومة السورية.

وردا على سؤال عما إذا كان قد تم استبعاد الخيار العسكري قال المسؤول “لا”. وليس واضحا حجم التخطيط العسكري الأمريكي القائم بشأن ضرب أهداف مرتبطة بنظام بشار الأسد.

“نقطة تحول”

وفي سياق متصل قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، يان إيجلاند، اليوم الخميس بعد اجتماع أسبوعي لبحث الوضع الإنساني في سوريا، إن تجدد الاهتمام الأمريكي بالحرب الدائرة هناك محل ترحيب إذا ما قاد إلى جهد أمريكي روسي جديد من أجل التوصل إلى حل سياسي.

وقال إيجلاند للصحفيين في جنيف، بعد يومين من الهجوم الكيماوي في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب “أتمنى أن تكون هذه نقطة تحول.”

وأضاف “مع قول كل زعماء العالم هؤلاء مرة أخرى إنهم استفاقوا على معاناة المدنيين التي نراها كل يوم، فإني آمل أن يكون ذلك ميلادا جديدا للدبلوماسية و(للجهود) الإنسانية والسياسية.”

وعبر جميع المشاركين في اجتماع الأمم المتحدة، الذي ضم قادة إقليميين ودوليين دون مشاركة سوريا، عن غضبهم من الهجوم. لكن إيجلاند قال إن جميعهم بحاجة إلى دعم الجهود الرامية لوضع حد سلمي للحرب.

وأضاف أن “هناك أطرافا كثيرة للغاية تغذي هذه النار وعددا قليلا جدا يأتي بأطراف الصراع إلى مائدة التفاوض.”

وقال إن الأمم المتحدة طلبت من أمريكا وروسيا وإيران وتركيا التوصل إلى هدنة إنسانية في سوريا لمدة 72 ساعة وحرية دخول المساعدات للمناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها بما في ذلك نحو 400 ألف شخص محاصرين في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وقال إن “الجميع متفقون، بما في ذلك الروس، على أن الوضع هناك خطير جدا وأن هناك حاجة لترتيب خاص.. اتفاق خاص بالغوطة الشرقية. لا أحد يريد أن يرى شرق حلب أخرى تتكرر أمام أعيننا. يجب أن نتعلم من العجز المروع عن مساعدة المدنيين هناك.”

وتريد الأمم المتحدة من النظام السوري أن يعطي الضوء الأخضر لوصول قوافل الإغاثة لإمداد مليون مدني تحت الحصار أو في مناطق يصعب الوصول إليها بالمساعدات. وقال إيجلاند إن النظام وافق على ثلث الطلبات فحسب ومنحت موافقات مشروطة لأربعين في المئة أخرى.

ويعترض نظام الأسد على تقديرات الأمم المتحدة لأعداد المدنيين وهو ما قال عنه إيجلاند إنه انتهاك لاتفاق بشأن المساعدات الإنسانية أبرم في فيينا في مايو أيار 2016.

وقال رئيس النظام السوري بشار الأسد في مقابلة نشرت اليوم الخميس “ليس لدينا خيار سوى أن ننتصر بالحرب”.

وقال إيجلاند “ردي عليه وعلى جماعات المعارضة التي تعتقد أيضا في حل عسكري هو أن المرء بعد ست سنوات من الحرب يجب أن يكون قد تعلم حقا أن هذه (الحرب) لن تكون لها نهاية عسكرية وإنما نهاية عبر التفاوض. العنف سيستمر”.

شروط النظام

في سياق آخر وضعت النظام السوري شروطا لأي تحقيق دولي في هجوم كيماوي أودى بحياة عشرات الأشخاص في شمال غرب البلاد، قائلا إنه يجب ألا يكون “مسيّسا” وأن ينطلق من دمشق لا من تركيا.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن تجارب بلاده السابقة مع التحقيقات الدولية لم تكن “مشجعة”. وقال إن سوريا لن تدرس فكرة إجراء تحقيق إلا بعد معالجة مخاوفها. وأكد المعلم مجددا نفيه بشدة أن يكون النظام وراء هجوم أمس الأول الثلاثاء.

وشدد المعلم على ضرورة عدم تسييس التحقيق المقترح، وأضاف أن دمشق لديها أسئلة لا تحصى بشأن هذا الموضوع وأنها عندما تتأكد من حصولها على إجابات مقنعة فسترسل الرد على هذا المقترح.

وقال المعلم إن “لجنة تحقيق مشكلة هكذا.. لأ (لا)، يجب أن نضمن أنها ليست مسيسة.. فيها تمثيل جغرافي واسع.. أنها تنطلق من دمشق وليس من تركيا.. لدينا أسئلة عديدة حول هذا الموضوع. حينما نتأكد من استيفاء هذه الأسئلة بأجوبة مقنعة سنعطيك جوابنا.”

واتهمت الدول الغربية النظام السوري بالهجوم بأسلحة كيميائية على خان شيخون، فيما قالت روسيا إن الوفيات نجمت عن تسرب للغاز من مستودع كانت فصائل المعارضة تخزن فيه أسلحة كيماوية وذلك بعد ضربة جوية سورية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهم النظام السوري بشار، أمس الأربعاء، “بتجاوز الخطوط الحمراء”، معلنا تغير موقفه تجاه سوريا ونظام الأسد، وهدد بالرد لكنه لم يوضح كيف سيكون هذا الرد.

 

واشنطن- وكالات