الرئيس الأميركي دونالد ترامب. رويترز
انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقوله إن أوكرانيا لن تعترف باحتلال روسيا لشبه جزيرة القرم، ووصف ذلك بأنه تصريح تحريضي سيصعب التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
وكتب ترامب في منشور على موقع “تروث سوشيال”: “هذا التصريح مضر للغاية بمفاوضات السلام مع روسيا”. وأضاف أن شبه جزيرة القرم فُقدت منذ سنوات “وليست حتى موضع نقاش”.
في حين، عقد مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون وأوروبيون اجتماعات “جوهرية” اليوم الأربعاء لمحاولة إعادة محادثات السلام بشأن أوكرانيا إلى مسارها بعد أن أثار إلغاء مشاركة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تساؤلات عن مدى التقدم الذي تم إحرازه.
وأدى عدم حضور روبيو للمحادثات في لندن إلى إلغاء اجتماع أوسع نطاقا مع وزراء خارجية أوكرانيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، مما يبرز الفجوات في المواقف بين واشنطن وبين كييف وحلفائها الأوروبيين بخصوص كيفية إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
ويأتي خفض مستوى المحادثات في وقت حرج، بعد أيام من تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن واشنطن قد تنسحب إذا لم يتسن إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق قريبا.
وزاد ترامب من الضغط يوم الأحد عندما قال إنه يأمل في أن تتوصل موسكو وكييف إلى اتفاق هذا الأسبوع لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات. وركزت محادثات اليوم الأربعاء على محاولة لتحديد ما يمكن أن تقبله كييف بعد أن قدم مبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف مقترحات في اجتماع مماثل في باريس الأسبوع الماضي.
وقال ثلاثة دبلوماسيين إن تلك المقترحات تطالب على ما يبدو أوكرانيا بتنازلات أكثر مما تطلبه من روسيا.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه لا يوجد أي شعور بالإحباط إزاء غياب إلغاء روبيو المفاجئ، وأوضح أن المحادثات تتضمن “اجتماعات تقنية جوهرية مع مسؤولين من أوروبا والولايات المتحدة وأوكرانيا عن كيفية إنهاء القتال” الناتج عن الغزو الروسي الشامل عام 2022.
وأضاف “نحن ملتزمون التزاما كاملا بالتوصل إلى سلام عادل ودائم في أوكرانيا، وهذه المحادثات تشكل جزءا مهما من ذلك”.
وأفاد مسؤول مطلع على المفاوضات بإحراز تقدم.
ومنذ أن أبدى ترامب رغبته في التوسط للسلام في أوكرانيا وأجرى مكالمة مفاجئة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في فبراير شباط، سعت دول أوروبية لإيجاد طرق لدعم كييف في مواجهة موسكو مع الحفاظ على دعم الولايات المتحدة.
لكن اقتراحات ويتكوف، التي قالت مصادر عدة إنها تتضمن الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014 وبدء واشنطن رفع العقوبات عن روسيا واستبعاد عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، كانت غير مقبولة لكل من كييف والدول الأوروبية الأخرى.