الأحد 7 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 8 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ترامب في السلطة.. هل تفتح أبواب الأمل لأهل غزة؟

يترقب الفلسطينيون في قطاع غزة بحذر شديد إلى فوز دونالد ترامب، بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث تتفاوت آراؤهم بين الأمل الحذر في أن تشهد ولايته تغييرات إيجابية، والإحباط من احتمال استمرار السياسات الأمريكية الداعمة للإبادة الإسرائيلية في القطاع المستمرة منذ أكثر من عام.

بينما تتزايد مطالب سكان غزة بضرورة إنهاء الإبادة الإسرائيلية على القطاع وتحسين أوضاعهم المعيشية، يشعرون أنهم قد يكونون خارج حسابات السياسة الأمريكية، ما لم تتخذ الإدارة الجديدة خطوات حقيقية لإنهائها وتحقيق تحسن ملموس بالظروف الإنسانية.

وبحسب نتائج أوردتها وسائل إعلام أمريكية، حسم ترامب سباق الرئاسة بعد تجاوزه بشكل ملحوظ العدد المطلوب من الأصوات في المجمع الانتخابي والبالغ 270 صوتا، متغلبا على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

ومن المقرر أن يؤدي ترامب اليمين الدستورية في 20 يناير/ كانون الثاني 2025، ليبدأ رسميًا مهامه الرئاسية.

وكان ترامب قال في كلمة بولاية ميشيغان التي تقطنها جالية مسلمة وعربية كبيرة إن منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، “قادت حملتها رفقة ابنة نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني (ليز تشيني) الذي دمر الشرق الأوسط تقريبًا”.

وأضاف: “إذا فازت كامالا سيكون الموت والدمار فقط، أنا مرشح السلام”.

تجدر الإشارة إلى أن ديك تشيني، شغل منصب نائب الرئيس بولاية جورج دبليو بوش، أثناء غزو العراق.

**آمال ضعيفة
الفلسطينية سها حسين، نازحة من وادي السلقا، جنوب شرق دير البلح، وسط قطاع غزة، تطالب الرئيس الأمريكي الجديد بوقف الحرب الإسرائيلية فوراً، قائلة: “أنهكنا التهجير وقسوة الحياة، الأطفال مشردون، والأمراض تنتشر، والمواد الغذائية والأدوية شحيحة”.

وفي حديث مع الأناضول، تأمل حسين، أن تفتح المعابر لدخول المواد التموينية والملابس الشتوية مع اقتراب فصل الشتاء، وأن تنتهي معاناة الغزيين بعد تولي ترامب الرئاسة الأمريكية.

وتشير إلى عدم تفاؤلها بتغيير سياسة الولايات المتحدة، مؤكدة أن “الشعب الفلسطيني، وخاصة في غزة، مظلوم من العالم أجمع، حتى الدول العربية لا تدافع عن مصالح الفلسطينيين، لو كانت الدول تدعي الإنسانية، لكانت أوقفت الحرب منذ بدايتها”.

ومنذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة، والتي وسعت إسرائيل نطاقها إلى لبنان في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تقدم إدارة بايدن لتل أبيب دعما قويا على المستويات العسكرية والمخابراتية والسياسية.

بينما يعبر طفلها الصغير جود عمر حسين، البالغ من العمر 9 سنوات، عن حلمه البسيط في عيش حياة طبيعية مثل باقي الأطفال بالعالم، يشعر فيها بالأمان وتتوفر فيها احتياجاته الأساسية.

ويقول جود، “أتمنى أن تتوقف الحرب وأن نعود إلى بيوتنا ومدارسنا، وأن نتمكن من اللعب بألعابنا التي فقدناها”.

وحال الطفل جود، كحال ضحايا الحرب الإسرائيلية الذين حُرموا من أبسط حقوقهم بالأمان والتعليم والطفولة.

ويرى المسن أبو أحمد، (68 عاماً)، أن تغيير الرئاسة بالولايات المتحدة لا يُحدث فرقاً كبيراً في استراتيجيتها تجاه القضية الفلسطينية.

ويقول أبو أحمد وهو جالس على مقعده: “السياسة الأمريكية تعتمد على استراتيجية ثابتة بغض النظر عن الرئيس، الفوارق تكون فقط في أساليب التنفيذ، وليس في الأهداف”.

ويشير إلى أن هذا “الثبات في السياسة يجعل الآمال بتغيير جذري ضعيفة، خاصة في ظل الوضع العربي والإسلامي غير المستقر”.

ويرى مراقبون أن الجمهوريين والديمقراطيين “وجهان لعملة واحدة” في دعم إسرائيل، بل يتنافسان في هذا المسار، لما تمتلكه جماعات الضغط اليهودية في واشنطن من نفوذ مالي وسياسي، فضلا عن مصالح مشتركة بين البلدين.

وخلال فترته الرئاسية الأولى قدَّم ترامب دعما كبيرا لتل أبيب، وقرر في 2017 اعتبار القدس الشرقية المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل إليها السفارة الأمريكية من تل أبيب، وهو ما يرفضه الفلسطينيون وينتهك القرارات الدولية ذات الصلة.

**تدخل أمريكي
ويتطلع الشاب أحمد المغاري (33 عاماً)، إلى تدخل أمريكي من الإدارة الجديدة ينهي الصراع بالشرق الأوسط بشكل حقيقي.

ويقول المغاري: “في خطاباته، أشار ترامب مراراً إلى نيته بتحقيق السلام، ونأمل أن يطبق ذلك في قطاع غزة، نحن نريد سلاماً عادلاً وإيقافاً فورياً للحرب”.

ويضيف: “استمرار النزاع يؤثر سلباً على حياة السكان، ومن الضروري استعادة الحياة الطبيعية بغزة بأسرع وقت، لقد ضقنا ذرعاً بهذه الحرب”.

وتعبر الطفلة إيمان العصار (9 أعوام)، عن حزنها العميق لفقدان أفراد عائلتها خلال قصف إسرائيلي تسبب في مجزرة مروعة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وفي حديث للأناضول، أشارت العصار، إلى أن الحرب دمرت منزل عائلتها وحرمتها من طفولتها.

وتقول: “أتمنى أن أعيش حياة طبيعية، زي باقي أطفال العالم، الحرب دمرت بيوتنا وقتلت أحبائي، أتمنى أن يوقف الرئيس الأمريكي الجديد هذه الحرب ويعيد إعمار غزة”.

في السياق ذاته، يطالب الفلسطيني رامي حبيب (44 عاماً)، الرئيس الأمريكي الجديد بوقف فوري للحرب الإسرائيلية بعد جملة الجرائم والمجازر الإسرائيلية المرتكبة بحق الفلسطينيين.

ويقول حبيب، “نطالب الإدارة الأمريكية الجديدة باتخاذ خطوات جدية لإنهاء الحرب، نحن متعبون، ولم يعد لدينا طاقة لتحمل المزيد، الشعب الفلسطيني بغزة أصبح عاجزاً حتى عن تأمين احتياجاته الأساسية”.

ويرى أن “دعم أمريكا لإسرائيل هو أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار حرب الإبادة الجماعية، فالحرب لا تجلب سوى الدمار، وغزة لا تشكل أي تهديد حقيقي لإسرائيل أو غيرها من دول العالم”.

وتطالب الشابة إيمان عليوة، طالبة بكالوريوس التمريض ومتطوعة بـ”مستشفى شهداء الأقصى” في دير البلح، بوقف الحرب وفتح المعابر لإدخال المساعدات الأساسية وتوفير الرعاية الطبية للجرحى.

وتقول عليوة “توقفت حياتنا تماماً بسبب الحرب، ونعاني من نقص شديد بالأساسيات، خاصة مع حاجة الجرحى للسفر لتلقي العلاج، نأمل أن يتخذ ترامب خطوات لفتح المعابر وإدخال المواد الضرورية”.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.