تقلبت مواقف المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب 180 درجة خلال الساعات الماضية حول مسألة الإجهاض التي شكلت إحدى القضايا الرئيسية في هذا السباق.
فبعد أن سئل خلال مقابلة مع شبكة أن بي سي إن كان سيصوت بالموافقة على تعديل قانون الإجهاض في ولاية فلوريدا، أجاب “سأصوت على أننا بحاجة إلى أكثر من ستة أسابيع”.
ما فهم أن المرشح الجمهوري الذي انتقد مرارا في السابق السماج بالإجهاض، عدل رأيه.
فثارت الثائرة من أنصاره قبل خصومة، إذ اتهمه العديد من المحافظين بخيانة الحركة المناهضة للإجهاض من خلال تعديل موقفه للتصدي لهجمات منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس.
إلا أن حملته سرعان ما أصدرت بيانا أوضحت فيه أن الرئيس السابق لم يدلِ بدلوه في ما خص التصويت في تلك المسألة بعد، واكتفت بالتذكير بمواقفه السابقة المعارضة للإجهاض.
ليطل بعدها ترامب في تصريح جديد، موضحا أنه لن يصوت لصالح هذا التعديل الدستوري في فلوريدا، معتبرا أنه سيفتح الباب لقتل الأجنة حتى في الشهر التاسع من الحمل. وقال: “كل هذه الأمور غير مقبولة، لذا سأصوت بالرفض”.
رغم ذلك لم يسلم من نار الانتقادات، لكن هذه المرة شنت حملة ضده من قبل الديمقراطيين الذين اتهموه بالتذبذب والتقلب، وهي نفس التهمة التي وجهت من قبل أنصار ترامب للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس سابقا.
إذ لطالما تفاخر ترامب بأن تعيينه ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا أتاح في حزيران/يونيو 2022 إلغاء الضمانة الدستورية للحق في الإجهاض.
كما اتهم ترامب مرارا منافسته الديمقراطية بالرغبة في “إعدام” الأطفال.
لكنه حاول خلال الفترة الماضية تليين موقفه لمواجهة الانتقادات المتكررة من الديمقراطيين، وتأييد غالبية الرأي العام الأميركي الحق في الإجهاض.
فألمح الأسبوع الماضي على شبكته الاجتماعية الخاصة “تروث سوشيال” إلى أن “إدارته ستكون عظيمة بالنسبة إلى النساء وحقوقهن الإنجابية”.
ثم أعلن يوم الخميس الماضي أنه يؤيد سداد تكاليف التلقيح الصناعي حتى يتمكن الأميركيون من إنجاب “مزيد من الأطفال”، وهي قضية حساسة جدا وتتخذ طابعا سياسيا في الفترة التي تسبق الانتخابات المقررة في 5 تشرين الثاني/نوفمبر.
ليلمح أمس الجمعة تأييد السماح بتعديل القوانين في فلوريدا والسماح بإجهاض الجنين قبل الستة أسابيع. ثم تراجع لاحقا مؤكداً أنه سيصون بـ “لا” .
يذكر أن قضية حماية الحق في الإجهاض ستشكل محورا أساسيا في المناظرة المرتقبة يوم العاشر من سبتمير بين ترامب وهاريس التي تواصل التنديد بتقلب مواقف منافسها الجمهوري.