ترامب يكشف عن أولوياته الداخلية والخارجية ويشدد على تصحيح سياسات التجارة

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم بتصريحات مثيرة عقب توقيعه مجموعة من الأوامر التنفيذية الجديدة في المكتب البيضاوي، محاولًا تسليط الضوء على إنجازاته وفتح معارك جديدة على الصعيدين الداخلي والخارجي. تصريحات ترامب التي جاءت بعد أسبوعين من توليه منصبه، تناولت مجموعة من القضايا الحاسمة التي من المتوقع أن تؤثر بشكل كبير على السياسة الأمريكية خلال فترته الرئاسية.

التصعيد مع الحلفاء والدول الأجنبية:
انتقد ترامب حلفاء الولايات المتحدة في عدة تصريحات، مشيرًا إلى عدم معاملتهم للولايات المتحدة بشكل عادل، مؤكدًا أنه لن يسمح للدول الأخرى بالاستفادة من بلاده على حساب مصالحها. كما هدد بفرض رسوم جمركية باهظة على العديد من الدول إذا لم تتوصل إلى اتفاقات تجارية عادلة مع واشنطن. في هذا السياق، شدد ترامب على أن كندا لا تعامل الولايات المتحدة بشكل جيد، مشيرًا إلى العجز التجاري الكبير بين البلدين، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه سيجري محادثات مع رئيس وزراء كندا لمناقشة هذا الأمر.

الملف الصيني والرسوم الجمركية:
أكد ترامب أنه من المرجح أن تبدأ المحادثات مع الصين بشأن الرسوم الجمركية في غضون 24 ساعة. كما أشار إلى احتمال فرض تعريفات جمركية ضخمة على الصين إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق عادل بين البلدين. ترامب لم يخفِ تحفظاته على اتفاقات الولايات المتحدة السابقة، مشددًا على ضرورة وقف الصين لتدفق مادة الفنتانيل إلى أمريكا.

قضايا داخلية:
مكتب التحقيقات الفيدرالي والفساد من بين التصريحات الأكثر لفتًا للانتباه، اتهم ترامب مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” بالفساد، متابعًا بأنه سيواصل العمل على تصحيح هذا الوضع في حكومته. كما تناول أيضًا وضع قناة بنما، محملاً إدارة الرئيس الأسبق جيمي كارتر مسؤولية التخلي عنها، مشيرًا إلى أن أمريكا تحملت تكاليف ضخمة جراء ذلك.

الملف الأوكراني والروسي:
فيما يخص الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أكد ترامب على عزمه إنهاء الحرب، داعيًا إلى التوصل إلى اتفاق سريع بين الأطراف المعنية. وشدد أيضًا على أهمية الاستفادة من المعادن النادرة التي قد تقدمها أوكرانيا للولايات المتحدة.

تحركات المكسيك وكندا:
وأشار ترامب إلى تحركاته مع المكسيك، مؤكدًا أن المكسيك وافقت على نشر 10 آلاف جندي على حدودها للحد من تهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة. كما أكد أن المكسيك ستفرض سيطرتها على الحدود، مشددًا على أن الولايات المتحدة ستظل تحمي حدودها.

التحديات القادمة في ختام تصريحاته:
أشار ترامب إلى التحديات الاقتصادية التي يواجهها، مثل العجز التجاري مع الاتحاد الأوروبي وكندا، وأعلن عن عزمه التوصل إلى اتفاقات أفضل مع تلك الدول. كما تطرق إلى علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل، مشيدًا بما أنجزته الدولة العبرية، معتبرًا أن هذه الإنجازات تعد “مذهلة” بالنظر إلى حجم الدولة.

يبدو أن الرئيس ترامب يسعى من خلال هذه التصريحات إلى تحديد أولويات إدارته والتأكيد على سياسته الخارجية والداخلية التي تعتمد على فرض ضغوطات اقتصادية على الدول الحليفة وغير الحليفة على حد سواء. ومن خلال تصريحاته بشأن الفساد في “إف بي آي” ووضع قناة بنما، يفتح ترامب عدة ملفات شائكة تهدف إلى تعديل أو تصحيح سياسات سابقة يعتقد أنها كانت غير عادلة بالنسبة للولايات المتحدة.