سلط تقرير لوكالة رويترز الضوء على الأسباب الرئيسية لأزمة الجوع في غزة، موضحا أنها نتيجة لدمار المخابز في القصف الإسرائيلي وندرة الطحين.
وأدى الواقع الخدمي المتردي بقطاع غزة الذي تحدث عنه التقرير إلى دفع الناس الذين يتضورون جوعا في شمال القطاع لأكل أوراق الصبار السميكة بعد ما يقرب من خمسة أشهر من الحملة العسكرية الإسرائيلية.
ويعاني واحد من بين كل ستة أطفال في شمال غزة من سوء التغذية، لكن معظم المخابز تحولت إلى أنقاض وحطام بسبب القصف الإسرائيلي، فيما أصبحت مساعدات الطحين (الدقيق) شديدة الندرة. وفقا للتقرير ذاته.
ومن شأن اقتراح الهدنة الإسرائيلي الذي تدرسه حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الآن أن يسمح باستيراد معدات المخابز والوقود لتشغيل الأفران.
ومع دمار المخابز أو عدم قدرتها على العمل بسبب نقص الوقود، يضطر الناس إلى صنع الخبز بأنفسهم على النيران التي يشعلونها بالخشب المستخرج من المباني المدمرة.
وغالبا ما يكون من المستحيل العثور على الدقيق، ولو على النزر اليسير منه، أو يكون باهظ الثمن عند توفره. ويصنع الناس الخبز من علف الحيوانات والحبوب التي تستخدم لتغذية الطيور. ويقول معظمهم إنهم لا يستطيعون تناول الطعام إلا مرة واحدة في اليوم على الأكثر.
ومع أن ثمار صبار التين الشوكي تؤكل بشكل شائع في جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط، فإن الأوراق السميكة المتعرجة لا تأكلها إلا الحيوانات فقط مهروسة في أعلافها.
ومع تدفق المساعدات إلى الأجزاء الجنوبية من القطاع، على الرغم من تدفقها ببطء شديد لا يمكن معه تجنب أزمة الجوع هناك، فإنها لا تكاد تصل إلى المناطق الشمالية البعيدة عن المعبر الحدودي الرئيسي ولا يمكن توصيلها إلا عبر جبهات القتال الأكثر نشاطا.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس الثلاثاء إن ربع سكان غزة على بعد خطوة واحدة من المجاعة، محذرا من أن مثل هذه الكارثة ستكون “شبه حتمية” إذا لم يحدث تحرك.
وتزعم حكومة الاحتلال الإسرائيلي أنه لا يوجد حد أقصى لكمية المساعدات الإنسانية المقدمة للمدنيين في غزة.
ومع ذلك، أبلغ مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية مجلس الأمن أن وكالات الإغاثة تواجه “عقبات هائلة”، بما في ذلك القيود المفروضة على الحركة وإغلاق المعابر ومنع الدخول وإجراءات التدقيق المرهقة.
وذكرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية اليوم الأربعاء أن 31 شاحنة وصلت إلى شمال غزة خلال الليل، لكن لم تقدم تفاصيل بشأن التوزيع، قائلة إن الأمر متروك للأمم المتحدة.
وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن الأمم المتحدة لم تشترك في قافلة أمس الثلاثاء وأن الجيش الإسرائيلي مسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية داخل القطاع.
وقالت إسرائيل إن الفشل في إدخال مساعدات كافية إلى غزة لتلبية الاحتياجات الإنسانية يرجع إلى فشل الأمم المتحدة في التوزيع.
واتسمت العمليات النادرة لتسليم المساعدات إلى شمال غزة بالفوضى، إذ تتجمهر حشود من الأشخاص البائسين حول قوافل الشاحنات لدى وصولها في معظم الأحيان.