قالت دراسة أميركية إن العديد من الأشخاص المتعاونين أو المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية والذين يعرفون إعلاميا بـ “الذئاب المنفردة” يتلقون تشجيعا وتوجيها عبر الإنترنت من التنظيم لتنفيذ هجمات يمكن له لاحقا تبنيها، وذلك بعد تراجع قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات كبيرة.
وجاء في الدراسة -التي أصدرها ألكسندر هيتشنز وسيموس هيوز الباحثان في “البرنامج حول التطرف” بجامعة جورج واشنطن- أن ثمانية مشاريع هجمات على الأقل من أصل 38 خطط لها أو نفذت في الولايات المتحدة منذ 20144، دبرها أو نفذها أشخاص أعدهم “مدربون افتراضيون” عبر الإنترنت تابعون لتنظيم الدولة.
وقال هيتشنز إن “المدربين الافتراضيين” يعملون بصورة مستقلة للتخطيط لهجمات دون إشراف من قادة تنظيم الدولة، مستخدمين شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الرسائل المشفرة.
وأضاف “يتهيأ لنا أنهم متروكون إلى حد بعيد لشأنهم، مع وسائلهم الخاصة. إنهم يستخدمون حسهم بالابتكار لإيجاد وسائل جديدة لاجتذاب عناصر وتشجيعهم على شن هجمات، وكذلك ابتكار أساليب جديدة لمهاجمة الغرب”.
هجمات سابقة
وفي أحد الأمثلة التي تناولتها الدراسة، تم التخطيط لهجوم على معرض رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في مايو/أيار 2015 في مدينة غارلاند بـ ولاية تكساس، حيث بدا للمحققين في البداية أن التخطيط تم داخل الولايات المتحدة وأن دور تنظيم الدولة اقتصر على إلهام المخططين، وتبين لاحقا أن عنصرا من التنظيم في سوريا أعطى تعليمات للمخططين واختار الهدف بنفسه.
وينطبق هذا السياق على مهاجم آخر من “الذئاب المنفردة” يدعى إيمانويل لوتشمان والذي أوقف لتخطيطه هجوم يوم رأس السنة عام 2015 في نيويورك، حيث تقول الدراسة إن عنصرا في تنظيم الدولة يدعى أبو سعد السوداني هو الذي وجهه واختار هدفه، كما أقنعه بتصوير فيديو يعلن فيه مبايعته للتنظيم قبل الهجوم.
وقال الباحثان هيتشنز وهيوز إن عشرة “مدربين افتراضيين” لتنظيم الدولة يعملون في الرقة بسوريا، ويحاولون التواصل مع أشخاص في الولايات المتحدة يعتقدون أنهم يؤيدون قضيتهم، وهم يكتسون أهمية أكبر مع تزايد التضييق الذي يتعرض له تنظيم الدولة في قلب معاقله بسوريا والعراق.
وقال هيتشنز “بما أن الأمر يزداد صعوبة بالنسبة لهم، فهم يحاولون الحفاظ على الأقل على حضور معين في الدول الغربية من خلال هذا النوع من الاعتداءات المحدودة”.