الخميس 7 ربيع الثاني 1446 ﻫ - 10 أكتوبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

توقعات بهزيمة "مذلة" لروسيا بأوكرانيا.. وانقلاب قد يطيح ببوتين

قالت مجلة ”فورين افيرز“ الأمريكية في تقرير لها، نشر اليوم الأربعاء، إن الرئيس فلاديمير بوتين سيخسر الحرب في أوكرانيا وينبغي على الدول الغربية الاستعداد لحدوث انقلاب قد يطيح بالزعيم الروسي.

ورأت المجلة أنه بعد ثلاثة أشهر من شن غزوه ”غير المدروس“ لأوكرانيا ، يبدو من المرجح بشكل متزايد أن محاولة بوتين لتحرير ”دونباس“ من كييف ستُذكر باعتبارها واحدة من أكثر الإخفاقات إثارة في التاريخ العسكري المعاصر.

وأعربت المجلة عن اعتقادها أن ”الفساد المنهجي“ أعاق قدرة روسيا على خوض حرب بنجاح وأنه منذ عام 2013، على سبيل المثال، منح بوتين ما لا يقل عن 3.2 مليار دولار في عقود المشتريات العسكرية لصديقه يفغيني بريغوزين الذي زود القوات الروسية بإمدادات غذائية ضئيلة لدرجة أنهم لجأوا إلى نهب متاجر البقالة لمجرد إطعام أنفسهم.

ولفتت إلى أنه أيضا تم إلقاء اللوم على الإطارات الصينية الرخيصة وسيئة الصنع لإبطاء تقدم القوافل العسكرية الروسية.

سترات واقية

وأوضحت المجلة أنه وفقًا لتقارير ”وكالة مكافحة الفساد الأوكرانية“، قام أحد المتعاقدين بتزويد القوات الروسية بما تم الإعلان عنه على أنه سترات واقية من الرصاص، ولكن تبين أنها مليئة بالكرتون بدلاً من اللوحات المدرعة.

وأشارت إلى أنه في المقابل، تجاوز الجيش الأوكراني كل التوقعات إذ إن مئات الآلاف من الأوكرانيين تطوعوا للدفاع عن وطنهم الأم وإنه بفضل الحرب التي استمرت ثماني سنوات في دونباس، يمتلك عشرات الآلاف من الجنود الأوكرانيين خبرة قتالية و استفاد الكثيرون من التدريب العسكري الأمريكي والبريطاني.

وذكرت المجلة في تقريرها أن الأسلحة المضادة للدبابات الغربية الصنع وصواريخ ”ستينغر“ الأمريكية المضادة للطائرات في أوكرانيا أثبتت أنها فعالة للغاية، ويعمل حلفاؤها الغربيون على زيادة إمدادات الأسلحة والمعدات العسكرية للأوكرانيين.

ميزان الحرب

وقالت المجلة: ”يتحول ميزان حرب بوتين في أوكرانيا بشكل متزايد ضد روسيا، ومن شبه المؤكد أنها ستنتهي بهزيمة روسية مدمرة.. لن تكون هذه هي المرة الأولى التي تشن فيها موسكو مغامرة عسكرية طموحة بحثًا عن أراضٍ إضافية لتجد نفسها تواجه الإذلال“.

ووفقا للمجلة فإن وضعا مشابها يتمثل في حرب الشتاء 1939-1940 ، وهي حملة على هامش الحرب العالمية الثانية عندما قرر الزعيم الروسي آنذاك جوزيف ستالين غزو فنلندا وتأسيس حكومة مواليه له.

ولفتت إلى أن الجيش الأحمر فشل في إحراز أي تقدم ضد الجيش الفنلندي الصغير الشجاع وتكبد خسائر فادحة مضيفة أن الأمر لم ينته عند هذا الحد إذ إنه عندما فشلت الحملة سمح ستالين للجنرالات المحترفين بتولي القيادة، ومنح رئيس أركان الجيش السوفيتي، المارشال بوريس شابوشنيكوف، السلطة الكاملة على العمليات في المسرح الفنلندي.

وأوضحت أنه بعد ثلاثة أشهر، استقر ستالين على معاهدة سلام ذات مكاسب محدودة وبثمن باهظ لافتة إلى أنه في المقابل، لم يتنازل بوتين عن القيادة لجنرالاته في أوكرانيا بل على العكس من ذلك، فقد عزز سيطرته على تفاصيل المعارك.

هزيمة مذلة

وقالت المجلة: ”اليوم، لا تواجه روسيا هزيمة مذلة فحسب، بل تواجه أيضًا انهيارًا اقتصاديًا مروعًا، يتحمل بوتين المسؤولية الكاملة عنه.. وتشير التوقعات الرسمية لروسيا إلى حدوث انخفاض بنسبة 8-12% في الناتج المحلي الإجمالي لكنه قد يتضاعف“.

واعتبرت المجلة أنه حتى إذا استمرت روسيا في فرض الرقابة على أخبار الحرب ونطاق خسارتها في أوكرانيا، فستتضح الحقيقة في النهاية مشيرة إلى أنه خلال عقد من الحرب في أفغانستان، قُتل 15000 جندي سوفيتي، وهو فشل ساهم في انهيار الحكم الشيوعي، لكن عددًا أكبر من الجنود الروس قُتل في الشهرين الأولين من القتال في أوكرانيا.

وفي نهاية المطاف يمكن لمجلس الأمن الروسي أن يطيح ببوتين وفقا للمجلة التي أشارت إلى أن المجلس يجتمع مرة واحدة في الأسبوع، لكنه لم يجتمع في العامين الماضيين إلا مرة واحدة في 21 شباط (فبراير) عندما طالب بوتين بالموافقة على حربه ضد أوكرانيا.

وأوضحت المجلة أن مجلس الأمن الروسي حل محل المكتب السياسي باعتباره أعلى هيئة لصنع القرار، لكنه لا يتمتع بسلطة شعبية كبيرة معتبرة أنه إذا تولى مجلس الأمن زمام الأمور، فقد تشهد روسيا مرة أخرى انهيارًا للسلطة السياسية، كما حدث في محاولة الانقلاب في أب (أغسطس) 1991، وقد ينتهي الأمر بالسلطة في الشارع.

اضطراب غير متوقع

وقالت المجلة: ”قد يترتب على ذلك بضع سنوات من الاضطراب غير المتوقع… و البديل هو أن ينجح بوتين في تعبئة شرطته السرية ويحول روسيا إلى كوريا الشمالية جديدة، وهو الأمر الذي سيكون أسوأ بكثير“.

وختمت تقريرها بالقول: ”مهما كانت النتيجة، يجب على الغرب أن يبدأ في الإعداد إما لانهيار أو تعزيز نظام بوتين…. وإذا عزز بوتين سلطته، فإن السياسة الغربية بحاجة إلى التصرف وفقًا لذلك… وإذا فقد بوتين السلطة، فإن مستقبل روسيا يبدو أكثر تفاؤلاً…. ومن المتوقع أن يكون هناك فترة من الفوضى، ولكن إذا حققت روسيا في نهاية المطاف نظامًا ديمقراطيًا لائقًا، فيجب على الغرب أن يقف ويقدم خطة مارشال المناسبة، كما لم يفعل في عام 1991“.