جيش الاحتلال الإسرائيلي -الأناضول
حذرت صحيفة جيروزاليم بوست من أن تردد حكومة الاحتلال الإسرائيلية في اتخاذ القرار في غزة له ثمن، على المستويين الخارجي والداخلي، وهو ما يهدد مستقبل إسرائيل.
وقال يديديا ستيرن، أستاذ القانون في جامعة بار إيلان، في مقال بالصحيفة، إن إسرائيل عالقة، “وكلمات قيادتنا حول تحقيق “النصر الكامل لا تقنع الإسرائيليين مرة أخرى، وهو ما أكده استطلاع حديث للرأي وجد أن 62 في المئة من الإسرائيليين لا يعتقدون أن النصر الكامل ممكن”.
كما أظهر استطلاع جديد أجراه معهد سياسات الشعب اليهودي أن الثقة في النصر انخفضت بين اليهود الإسرائيليين بمقدار النصف، من 74 في المئة في أكتوبر/تشرين الأول إلى 38 في المئة فقط في مايو/آيار.
وتساءل الكاتب عن المسؤول عن فقدان الإسرائيليين الثقة في النصر؟
و أجاب الكاتب بأنه طوال نصف فترة الحرب تقريبا، مارست إسرائيل ضغطا عسكريا مخففا على أعدائها. خلال هذه الفترة، “لم تكن هناك إنجازات مهمة ولم تحدث أي حركة على الأرض، لم يتم إطلاق سراح الرهائن، ويستمر القصف المهين على “الحزام الأمني” الإسرائيلي في الجليل الأعلى”.
وأشار إلى الحرب التي “يشنها عدونا ضدنا هي بكثافة عالية ومتصاعدة”، كما أن هناك تسونامي سياسي “يصفنا بأننا منبوذين، وتدهور خطير على الخطوط الأمامية للقانون الدولي يمكن أن يجعل كل دولة منبوذة”.
وحذر من أن التوترات الداخلية الإسرائيلية تتزايد بشكل خطير.. كما زادت معاداة السامية الجامحة حتى في الولايات المتحدة.. وهي ليست موجهة ضد إسرائيل فحسب، بل أيضا نحو يهود الشتات، الذين بدأت بيوتهم تهتز.
وطالب الكاتب، القيادة الإسرائيلية، الحالية والمقبلة، بأن تتخذ قرارات شجاعة وبسرعة، على جبهتين: أولا، على الساحة الدولية، والإذعان للإملاءات الخارجية، خاصة من إدارة بايدن، التي لا شك في دعمها الكامل لإسرائيل، ولو قررت إسرائيل الاصطفاف بشكل كامل مع الإدارة الأمريكية، كما فعلت، على سبيل المثال، في الرد المنسق على الهجوم الإيراني، لكان من الممكن تحقيق إنجازات مهمة.
وكان إنهاء الحرب سيعيد الرهائن ويعيد سكان الشمال إلى منازلهم. ولو كانت إسرائيل مستعدة على الأقل للإعلان عن استعدادها للاعتراف بالإدارة الفلسطينية في غزة.. لكان من الممكن تحقيق مكسب استراتيجي هائل من خلال التطبيع مع المملكة العربية السعودية. كل هذا كان من الممكن أن يكون له تأثير إيجابي على مكانة إسرائيل في العالم.
وثانيا، أكد الكاتب أنه كان على إسرائيل إنهاء الحرب قبل بضعة أشهر “وتخفيف النيران التي تحرقنا في الساحة الدولية”.
ورغم أنه من المستحيل معرفة تأثير هذه الخطوة على فرص إعادة الرهائن، وهذا اعتبار مهم، ولكن من المؤكد أن الافتقار إلى القرار يلحق الضرر بالرهائن، الذين يموتون في الأسر، وفق الكاتب.
وأضاف أن إسرائيل لم تقرر، وبالتالي لم تحصل على فوائد أي من الخيارين واستوعبت الثمن الباهظ لكليهما، لذلك يجب على القيادة أن تعود إلى رشدها وتتخذ القرارات.
ومع مرور الوقت، واتضاح عدم رغبتها أو عدم قدرتها على اتخاذ القرار، تشتد المطالبة بإجراء “الانتخابات الآن”.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور التدابير المؤقتة من محكمة العدل الدولية، وكذلك رغم إصدار مجلس الأمن الدولي لاحقا قرار بوقف إطلاق النار فورا.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.