مجمع الشفاء في غزة
على وقع تواصل عمليات القصف في محيط مستشفيات غزة ما ينذر بكارثة إنسانية، كشف الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ دبابات إسرائيلية تحاصر مستشفى القدس في المدينة، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة الوفيات منذ السبت إلى 34 في مستشفى الشفاء، التي تعاني نقصًا في كميات الوقود.
أكد وكيل وزارة الصحة يوسف أبو الريش “ارتفاع عدد الوفيات إلى 27 مريضًا في العناية المكثفة و7 من المواليد الأطفال الخدج بسبب انقطاع التيار الكهربائي”.
ونقل إعلام فلسطيني عن أبو الريش القول: “أصبحنا غير قادرين على إحصاء أعداد الشهداء”. وأضاف في تصريح أدلى به من داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة أن “المرضى يُجبرون على الخروج رغم إصاباتهم”.
وفي آخر التطورات الميدانية، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، اليوم، أن مقاتليها استهدفوا موقعي كيسوفيم ومارس العسكريين الإسرائيليين برشقات صاروخية مركزة. بعد أن كان جيش الاحتلال قد أعلن انطلاق صفارات الإنذار في غلاف غزة، من دون تحديد السبب.
هذا وأفادت السلطات في غزة اليوم بسقوط شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على منزل شرق خان يونس، ولم يحدد البيان المقتضب عددًا، لكنه أضاف أن قوات الاحتلال استهدفت منزلاً لعائلة بركة بالقرب من محطة بهلول في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 6 رضع و9 مرضى بسبب انقطاع الكهرباء عن مستشفى الشفاء في غزة.
هذا وسمع دوي انفجارات واشتباكات في مناطق شمال غزة، فيما دارت اشتباكات عنيفة في عدة أحياء منها حي النصر في مدينة غزة. وأشارت “العربية” إلى أنّه ولليوم الرابع على التوالي يحاصر جيش الاحتلال مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة حصارًا مطبقًا وسط كثافة نارية عنيفة من الطائرات الحربية والدبابات والطائرات المسيرة الإسرائيلية بمختلف الأنواع. وأضافت أن جيش الاحتلال بدباباته ومدرعات وناقلات الجند وآلياته العسكرية لا يبعد سوى أمتار وعلى مقربة جداً من بوابات المستشفى.
وفيما تستمر الاشتباكات وحرب الشوارع في مناطق مختلقة من القطاع، أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية بمقتل ضابط وجندي من الجيش في معارك شمال قطاع غزة اليوم الإثنين. وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي أعلن سقوط قتيلين في صفوف قواته، أحدهما برتبة رائد والآخر برتبة رقيب، وقالت إنهما من تشكيل الكوماندوز الإسرائيلي، ما يرفع عدد قتلى جيش الاحتلال إلى 44 منذ بدء العملية البرية في غزة، بحسب الإعلام العبري.
وقبلها أفاد إعلام فلسطيني بسقوط شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لمنزل في حي التفاح شرق مدينة غزة، وحي الدرج وسط مدينة غزة، وكذلك قصف جوي في محيط مسجد شهداء الأقصى في حي الصبرة في المدينة. كما تجددت الغارات الإسرائيلية على رفح جنوب القطاع مع استمرار تحليق الطائرات الحربية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 11 ألفا و180 فلسطينيا استشهدوا في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، بينهم 4609 أطفال و3100 امرأة، فضلا عن إصابة 28 ألفا و200 شخص.
وأعلن وكيل وزارة الصحة في القطاع يوسف أبو الريش أن الاحتلال دمّر “بالكامل مبنى قسم القلب في مستشفى الشفاء”، حيث لا يزال عشرات آلاف النازحين والجرحى والمرضى عالقين.
وقال أبو الريش إن “خمسة أطفال رضّع” و”سبعة مرضى في العناية المكثفة” توفوا بسبب انقطاع الكهرباء في المستشفى الأكبر في غزة، مضيفًا “نتوقع أن يتضاعف عدد الشهداء”.
ووفقًا له، فإن “650 مريضًا، وحوالي أربعين طفلًا في الحاضنات، جميعهم مهددون بالموت، و15 ألف نازح” موجودون في هذا المستشفى.
وكان المستشفى أعلن أن ممرضين يلجأون إلى التنفس الاصطناعي اليدوي لإبقاء الرضّع أحياء، فيما أشار طبيب في منظمة “أطباء بلا حدود” إلى أن 17 مريضًا موجودون في قسم العناية المركزة.