الجمعة 5 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 6 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حماس تتصدى لعصابات نهب قوافل المساعدات في غزة

قال سكان ومصادر مقربة من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن مقاتلين من الحركة وفصائل أخرى في غزة شكلوا قوة مسلحة لمنع العصابات من نهب قوافل المساعدات في القطاع المحاصر، وذلك بعد زيادة كبيرة في نهب الإمدادات الشحيحة بالفعل.

وذكرت المصادر أن القوة الجديدة نفذت عمليات متكررة ونصبت كمائن للصوص وقتلت بعضهم في اشتباكات مسلحة، وذلك منذ تشكيلها هذا الشهر وسط غضب شعبي متزايد إزاء نهب المساعدات وارتفاع الأسعار.

وتشير جهود حماس في تأمين إمدادات المساعدات إلى الصعوبات التي ستواجه إسرائيل في غزة ما بعد الحرب، في ظل عدم وجود بدائل تذكر للحركة التي تحاول إسرائيل القضاء عليها منذ أكثر من عام وترفض أن يكون لها أي دور في حكم القطاع.

وتتهم إسرائيل حركة حماس بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية. وتنفي الحركة ذلك وتتهم إسرائيل بمحاولة إثارة الفوضى في غزة من خلال استهداف أفراد الشرطة الذين يحرسون قوافل المساعدات.

ولم يرد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي حتى الآن على طلب من رويترز للتعليق على وحدات حماس التي تقاتل اللصوص.

وفي ظل الفوضى الناجمة عن الحرب، تزايدت وتيرة الهجمات التي تشنها العصابات المسلحة على قوافل الإمدادات، إذ تستولي هذه العصابات على الشاحنات وتبيع البضائع المنهوبة في أسواق غزة بأسعار باهظة.

وأثار النقص في إمدادات الغذاء تساؤلات حول حماس بسبب عجزها الواضح عن وقف هذه العصابات، فضلا عن زيادة الغضب تجاه الجيش الإسرائيلي.

وقال ضياء النصارى وهو يتحدث بالقرب من جنازة أحد مقاتلي حماس الذي لقي حتفه في اشتباكات مع اللصوص “كلنا ضد قطاعين الطرق وضد الحرامية. أكيد علشان نقدر نعيش علشان نقدر ناكل… الآن أنت مجبور تشتري من حرامي”.

وقال أحد المصادر، وهو مسؤول حكومي من حماس، إن القوة الجديدة التي تتألف من مقاتلين مدربين تدريبا جيدا من حماس وجماعات متحالفة معها تعرف باسم “اللجان الشعبية والثورية”، وهي مستعدة لإطلاق النار على اللصوص في حالة عدم استسلامهم.

وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه لأن حماس لم تخول له ذلك إن القوة تعمل في وسط وجنوب قطاع غزة ونفذت ما لا يقل عن 15 مهمة حتى الآن، قتلت في بعضها عددا من أفراد العصابات المسلحة.

تفشي الجوع

يتسبب النقص الكبير في الغذاء والأدوية وسلع أخرى في تفشي الجوع والمعاناة بين المدنيين، وذلك بعد 13 شهرا من الحملة العسكرية المدمرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.

وعلقت إسرائيل واردات البضائع التجارية الشهر الماضي ولم تدخل غزة منذئذ سوى شاحنات المساعدات التي تحمل جزءا ضئيلا للغاية مما تقول جماعات الإغاثة إنه ضروري للقطاع الذي فقد فيه معظم الناس منازلهم وليس لديهم أي أموال تذكر.

وقالت مارجريت هاريس المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية “أصبح من الصعب للغاية إدخال المساعدات”، وذلك بعد سلسلة من حوادث النهب في مطلع الأسبوع.

ويقول تجار إن سعر كيس الدقيق (الطحين) كان يبلغ قبل الحرب 10 دولارات أو 15 دولارا وكيلوجرام من الحليب المجفف 30 شيقلا، أما الآن فقد أصبح سعر الدقيق (الطحين) 100 دولار وكيلوجرام من الحليب المجفف 300 شيقل.

ويقول بعض الناس في غزة إنهم يريدون من حماس استهداف اللصوص.

وقال شعبان، وهو مهندس نازح من مدينة غزة ويعيش الآن في دير البلح وسط القطاع، “في حملة ضد اللصوص وإحنا بنشوف هيك، إذا هاي الحملة بتستمر والمساعدات بتدخل، الأسعار راح تنخفض لأنه اليوم البضايع اللي بتنسرق بتظهر في الأسواق بأسعار عالية”.

وقال سكان وقناة الأقصى التلفزيونية التابعة لحماس إن الحركة هاجمت بنيران كثيفة مجموعة مسلحة تجمعت قرب معبر تدخل منه شاحنات المساعدات عادة، ما أسفر عن مقتل 20 من المجموعة على الأقل، وذلك بعد نهب نحو 100 شاحنة الأسبوع الماضي.

ووصف شهود وقوع تبادل آخر لإطلاق النار يوم السبت عندما طارد مقاتلو حماس على متن سيارتين رجالا يشتبه في ارتكابهم أعمال نهب كانوا في سيارة أخرى، مما أسفر عن مقتل المشتبه بهم.

وقال المسؤول في حماس إن القوة أظهرت أن حكم الحركة في غزة مستمر.

وأضاف “حماس كحركة ما زالت موجودة، شاء من شاء وأبى من أبى، وكذلك فإن حماس كحكومة موجودة، لربما ليست بنفس القوة المعتادة ولكنها موجودة وعناصرها يحاولون تقديم الخدمات للمواطنين في أماكن النزوح وفي القطاع”.

    المصدر :
  • رويترز