اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن إقرار جيش الاحتلال المجرم بقتله مسنا فلسطينيا بدم بارد محاولة للتهرب من جرائمه الممنهجة بحق الفلسطينيين.
كما دعت حماس المجتمع الدولي لتوثيق جرائم هذا الكيان المارق ومحاسبته ووقف جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وفي السياق؛ قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري إن تبرير جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل جنوده مسنا أعزل بمنزله شمال قطاع غزة “كاذب” ويؤكد على عقيدته الإجرامية.
وحسب صحيفة “هآرتس” اعترف جيش الاحتلال بقتل المسن الأعزل في منزل غرب مدينة غزة (شمالي القطاع) وتذرع بأن قواته كانت تعمل في منطقة قتال معقدة حين قتلته.
وأوضح الدويري -في تحليل للجزيرة- أن الفيديو أظهر اعتراف الجندي بقتل المسن الفلسطيني بعد أن ثبت له أنه أعزل وأشار إليه بيديه الفارغتين، بينما أثنى عليه قائده، وبعدها عادوا وأطلقوا على جثته النار مرة أخرى، وكانوا يتصرفون بأريحية ولم يكن هناك اشتباكات، وهو ما يؤكد أن العمل ليس فرديا.
وشدد الخبير العسكري على أن هذه العملية وتبرير الجيش لها تؤكد أنها عملية إجرامية منبثقة عن عقيدة هذا الجيش الذي يعد امتدادا لعصابات الاحتلال ما قبل 1948 وهي امتداد لأعماله الإرهابية وليست الأولى من نوعها.
وحول تأكيد الجيش أنه سيحقق في ظروف مقتل الرجل المسن، قال الدويري إنه لا يتوقع أن يتم إجراء تحقيق جاد، والسوابق تؤكد كذلك كما في تحقيق مذبحة الطحين التي وقعت بدوار النابلسي، والتحقيق في مقتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.
وشدد الدويري على ضرورة إيصال هذه المقاطع وما يشابهها لدولة جنوب أفريقيا وإلحاقها بملف اتهام الاحتلال بارتكاب الإبادة الجماعية بحق أهالي قطاع غزة أمام محكمة العدل الدولية.
وأظهرت المشاهد -التي تم تصويرها بكاميرا أحد الجنود الإسرائيليين- لحظات اقتحام المنزل من قبل الجنود وقتل هذا الرجل الذي كان موجودا وحده في المنزل.
وتبين أن الشهيد الذي ظهر في هذه الصور -التي كشفت عنها الجزيرة أمس الجمعة- هو عطا إبراهيم المقيد، وهو أصم ويبلغ من العمر 73 عاما. وحصلت الجزيرة على صورة لجثمان الشهيد بعد تحللها، ولكن لم تبثها نظرا لقساوة المشهد.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023،حربا مدمرة على قطاع غزة المحاصر خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.