أعلن مدير البرنامج القانوني لمركز سيدار المحامي محمد صبلوح أنه قام برفقة وفد حقوقي بزيارة الى دمشق تم خلالها رصد الانتهاكات و الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري في عهد نظام اللأسد المخلوع, كما تم خلال الزيارة الكشف عن الأهوال و الخفايا للسجون السورية في عهد النظام البائد و تمت أيضاً متابعة قضية المختفين قسرياً في سجون الأسد.
تفاصيل الزيارة
تم خلال الزيارة التنقل بين عدد من السجون السورية التي كانت تعد مسالخاً في عهد النظام البائد. حيث قام الوفد بزيارة السجون التالية:
1-سجن صيدنايا:
قام الفريق بجولة في المنشآت هناك، حيث تحدث بعض السجناء عن أماكن يتم فيها تعذيب المعتقلين بطرق وحشية. لكن المفاجأة وفقاً للفريق كانت عند صعودهم إلى الطابق الثالث، حيث اكتشفوا 13 طرفًا اصطناعيًا، مما أثار العديد من التساؤلات والشكوك حول الظروف السائدة في المكان . رائحة الدماء والمشاهد المروعة التي شاهدوها تعكس بوضوح مدى إجرام نظام بشار الأسد بحق شعبه. ثم نزل الفريق إلى الطوابق السفلية، حيث توجد غرف الانفراد، وهي أماكن لا يستطيع الإنسان العيش فيها.
كما تفاجأوا أيضًا عندما علموا أن العدد الفعلي للسجناء في صيدنايا بلغ 7,000 شخص، بينما كانت التوقعات تشير إلى 120,000.
كما وردت معلومات للوفد تفيد أن العديد من المعتقلين والمعتقلات يموتون في الأفرع الأمنية، وعند التخلص منهم يتم التخلص من جثثهم بشكل غير إنساني.
2. فرع فلسطين:
بعد ذلك، انتقل الفريق مع المحامي صبلوح الى فرع فلسطين، حيث تم إحراق جميع الملفات والمستندات.
ومع ذلك، اكتشف الوفد أن بعض الأوراق الملقاة على الأرض كانت تحتوي على معلومات حساسة تتعلق بتحركات الأشخاص في الأراضي اللبنانية، مما يكشف عن مراقبة نظام بشار الأسد للتحركات من مختلف الأحزاب اللبنانية. هذا يثير تساؤلات حول مصدر هذه المعلومات ومن يزود نظام بشار الأسد بها، مما يعرض حياة المواطنين اللبنانيين للخطر.
3. فرع الخطيب 215:
و بعد ذلك توجهوا إلى فرع الخطيب 215، وهو فرع أمني يستخدم للتحقيقات. و وفقاً للفريق فجميع الغرف تقع تحت الأرض، ولا يصل إليها الضوء أو الهواء.و أكبر مصدر للرعب والخوف الذي يعيشه السجناء هو أثناء التحقيق، حيث يتم في المطبخ، مما يجعل السجين يدرك أنه يواجه الموت. ووفقًا لما ذكره أحد السجناء للفريق الحقوقي، يتم وضع أصابع مقطوعة تحت أبواب الزنازين، ليصحو السجناء فيجدوا تلك الأصابع الملطخة بالدماء، مما يعد أسلوبًا مرعبًا كافيًا لدفع السجين إلى الجنون أو الذهان.
4. سجن النساء:
كما زاروا سجن النساء، حيث لفت انتباههم كتابة لامرأة في الخمسينات من عمرها، قالت فيها: “اشتقت لأولادي وأحفادي”، وذكرت أسماءهم جميعًا. تساءل أفراد الفريق مستغربين: “ماذا يريد نظام بشار الأسد من امرأة في هذا العمر؟”
كما شاهدوا ألعاب أطفال، في وقت كان من المفترض أن يعيش فيه الأطفال في بيئة آمنة ويتعلموا، وهو حق مكفول لهم وفقًا للمواثيق الدولية.
5. المخابرات الجوية (المزة) وفرع الفيحاء:
ثم توجهوا إلى المخابرات الجوية في المزة، حيث كانت هناك بعض الملفات والمستندات التي لا تزال موجودة، رغم أن وزارة الإعلام كانت قد رصدتها. في كل مرة يصل فيها الوفد إلى سجن جديد، يندهشون من قسوة النظام وطرق التعذيب الوحشية التي يتبعها.
و دخلوا بعض الغرف ووجدوا كتابات متنوعة على الجدران، حيث كان السجناء يكتبون قصص حياتهم وهم في انتظار الموت، ثم توجهوا إلى فرع الفيحاء، وهو أيضًا مركز للتحقيق. كانت المشاهد مأسوية للغاية، حيث لم يستطع الفريق بأكمله تحمل التجول داخل السجون لأكثر من نصف ساعة، فما بال أولئك الذين قضوا سنوات في هذه الأماكن المروعة؟ في سجن الفيحاء، وجدوا حديدًا معلقًا على الجدران، وهو من أساليب التعذيب المبتكرة التي استخدمها النظام. كان يتم تعليق السجين من كتفيه بواسطة هذا الحديد، وقد كانت العلامات واضحة على الجدران، مما يعكس بشاعة الأساليب الوحشية التي ارتكبت بحق الإنسان.
النتائج والتوصيات
يشير الوفد الحقوقي برئاسة المحامي صبلوح الى أن سوريا كانت كلها سجونًا، وأنهم بصدد وضع خطة عاجلة كما سيبقون على تواصل مع وزارة الإعلام السورية للكشف عن ملفات المختفين قسريًا، و تمنوا أن تتعاون الدولة اللبنانية مع هذه الجهود. كما طالبوا:
• بتدخل دولي عاجل لإيقاف هذه الانتهاكات وتوفير الدعم النفسي والمادي للسجناء المفرج عنهم .
• الدولة اللبنانية بالتعاون في الكشف عن ملفات المختفين قسريًا، ودعوة المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري.
و وفقاً للفريق, سيتم إعداد وثائقي مصور يوثق جميع الأنتهاكات والجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد بحق الشعب السوري،بهدف تقديم شهادة حية توضح حجم المعاناة التي تعرض لها المواطنون، وتسليط الضوء على الأنتهاكات الفظيعة التي تم ارتكابها ضد حقوق الإنسان.