شهدت باحات المسجد الأقصى المبارك، اليوم الثلاثاء، اقتحاماً واسعاً من قِبَل المستوطنين الإسرائيليين، حيث بلغ عدد المقتحمين 724 مستوطناً، وفقاً لما أعلنت عنه دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس. هذه الاقتحامات تأتي في إطار تزايد الهجمات المتكررة على المسجد الأقصى خلال ما يُسمى بـ”عيد العرش” اليهودي.
وأكدت دائرة الأوقاف أن الاقتحامات تمت بحماية مكثفة من قوات الشرطة الإسرائيلية، التي رافقت المستوطنين أثناء دخولهم إلى باحات الأقصى عبر باب المغاربة، أحد الأبواب الرئيسية للمسجد. واستمرت الشرطة في فرض إجراءات أمنية مشددة في محيط المسجد وعلى مداخله، ومنعت العديد من المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد.
وذكرت مصادر محلية لوسائل إعلام فلسطينية أن المستوطنين قاموا بأداء طقوس تلمودية خلال اقتحامهم، ما أثار توتراً بين المصلين الموجودين في الأقصى. وشددت دائرة الأوقاف الإسلامية على أن مثل هذه الاقتحامات تعد انتهاكاً صارخاً لحرمة المسجد الأقصى وتزيد من حدة التوتر في القدس المحتلة.
يأتي هذا الاقتحام في سادس أيام ما يُسمى بعيد العرش، الذي يشهد خلاله المسجد الأقصى عادةً ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المقتحمين من المستوطنين، وسط دعوات فلسطينية مستمرة لشد الرحال إلى الأقصى وحمايته من الاقتحامات المتكررة.
وفي سياق متصل، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق هذه الاقتحامات، حيث يظهر المستوطنون وهم يؤدون صلاوات تلمودية في باحات المسجد بحماية القوات الإسرائيلية.
يُذكر أن المسجد الأقصى يشهد في مثل هذه المناسبات الدينية اليهودية موجة من الاقتحامات التي تعتبرها دائرة الأوقاف الإسلامية انتهاكاً صارخاً للوضع القائم في المسجد، الذي يتوجب الحفاظ عليه كمعلم إسلامي خالص، تحت رعاية دائرة الأوقاف.
يشار إلى أن عيد العرش (سوكوت) هو أحد الأعياد اليهودية الرئيسية، ويُعرف أيضًا باسم “عيد المظال” أو “عيد الأكواخ”. يحتفل به اليهود لمدة سبعة أيام، يبدأ من اليوم الخامس بعد عيد الغفران (يوم كيبور)، ويستمر عادةً في أواخر سبتمبر أو أوائل أكتوبر. يُعتبر هذا العيد فرصة للتذكير بفترة التيه التي عاشها بنو إسرائيل في صحراء سيناء بعد خروجهم من مصر، حيث أقاموا في أكواخ مؤقتة أو مظال خلال ترحالهم.
يتمثل أحد الطقوس الرئيسية في بناء مظلة مؤقتة (سُكّا) في الهواء الطلق، وهي تمثل الأكواخ التي عاش فيها بنو إسرائيل أثناء التيه، ويأكل اليهود ويعيشون فيها خلال فترة العيد. تقام أيضًا طقوس دينية مثل صلاة خاصة في المعابد.
في هذا العيد، يتم الاحتفاء بالحصاد الزراعي في إسرائيل القديمة، مما يمنحه جانبًا احتفاليًا مرتبطًا بالأرض والمحاصيل.
https://t.me/pl24online/313079