ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية اليوم الأربعاء أن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافائيل جروسي وصل إلى إيران لإجراء محادثات، بعد يوم من مناشدته القيادة الإيرانية لاتخاذ خطوات لحل القضايا القائمة منذ فترة طويلة مع الوكالة بشأن برنامج طهران النووي.
ونشرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء مقطع فيديو يظهر جروسي وهو يلتقي المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية الحكومية في طهران، بهروز كمالوندي، بعد وصوله.
ويسعى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ أشهر إلى تحقيق تقدم مع إيران بشأن قضايا منها الدفع نحو المزيد من التعاون في مجال المراقبة في المواقع النووية وتفسير آثار اليورانيوم الموجودة في مواقع لم يُعلن عنها.
لكن تلك الجهود لا تسفر عن شيء يذكر. ومع عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي من المتوقع على نطاق واسع أن يعيد سياسة ممارسة الحد الأقصى من الضغط على إيران، فإن رحلة جروسي ستقدم مؤشرات على الطريقة التي تريد إيران المضي قدما بها في الأشهر المقبلة.
وقال جروسي لرويترز أمس الثلاثاء “أنا بعيد كل البعد عن أن أكون قادرا على إخبار المجتمع الدولي… بما يحدث. أنا في موقف صعب للغاية. لذا فالأمر أشبه بأن عليهم (إيران) مساعدتنا، لمساعدتهم إلى حد ما”.
وكثفت إيران نشاطها النووي منذ عام 2019، بعد أن تخلى ترامب خلال ولايته الأولى عن اتفاق عام 2015 الذي توصلت إليه إيران مع القوى العالمية، والذي بموجبه فرضت طهران قيودا على التخصيب.
وأعاد ترامب فرض العقوبات الأمريكية الصارمة على طهران. وينظر الغرب إلى عمل إيران في التخصيب على أنه جهد مستتر لتطوير القدرة على صنع الأسلحة النووية.
وتقوم طهران الآن بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء انشطارية تصل إلى 60 بالمئة، وهي نسبة قريبة من 90 بالمئة المطلوبة لصنع قنبلة نووية. لكن إيران نفت منذ فترة طويلة أي طموحات لصنع قنبلة نووية، قائلة إنها تخصب اليورانيوم لاستخدامات تتعلق بالطاقة المدنية فقط.
وتأتي رحلة جروسي قبل أسبوع من اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكون من 35 دولة في فيينا مع الأطراف الأوروبية في اتفاق 2015، بريطانيا وألمانيا وفرنسا، للنظر في ما إذا كان ينبغي زيادة الضغط على إيران نظرا لقلة تعاونها.