مبانٍ دمرتها غارات إسرائيلية سابقة في مدينة غزة في 16 يناير/كانون الثاني 2025. رويترز
بين فرحة شعب ممزوجة بالآلام والدموع يحتفل سكان قطاع غزة يوم غداً الأحد 19\1\2025 باللحظة التاريخية لانتهاء اكثر الاعتداءات وحشية في هذا العصر أو ما يسمى بـ “الإبادة الجماعية”، بحيث أعلنت الخارجية القطرية منذ قليل عن موعد وقف إطلاق النار الذي كان بعد أشهر من المفاوضات بين الوسيط القطري والجانب الإسرائيلي.
وجاء الإعلان عن الاتفاق في اليوم 467 من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، التي خلفت بدعم أمريكي أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتحدثت صحف عالمية عن الجهود القطرية، التي امتدت لأكثر من عام من الحرب، وأثمرت في إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة أن قطر أصبحت الوسيط الأكثر خبرة في المنطقة بعد تجاوزها مراحل صعبة للوصول إلى هذا النجاح.
وبين دور قطر المحوري وضغوط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لضمان نجاح الاتفاق، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، أن اتفاق غزة يدخل حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة والنصف من صباح الأحد 19\1\2025.
وفي تفاصيل الاتفاق فقد حضرت إسرائيل نقاط تسلّم عند معبر كرم أبو سالم (أقصى جنوب شرقي قطاع غزة)، وقاعدة رعيم (خارج قطاع غزة شرق دير البلح)، ومعبر “إيرز” (معبر بيت حانون شمال القطاع)، حيث سيعاين أطباء وأخصائيون نفسيون الإسرائيليين المفرج عنهم قبل “نقلهم بالمروحية أو السيارة” إلى مستشفيات في إسرائيل.
أما على الجانب الفلسطيني فقد منعت السلطات الإسرائيلية الاحتفال بإطلاق الأسرى الفلسطينيين. واتخذت خطوات لمنع أي مظاهر عامة للفرح بحسب بيان رسمي صدر أمس الجمعة.
هذا وسيطلق سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً في المرحلة الأولى من الاتفاق التي تمتد 42 يوماً.
إذ سيطلق في اليوم الأول أي غداً الأحد ٣ مجندات إسرائيليات محتجزات. كذلك سيفرج عن 3 آخرين في اليوم الـ7
أما في اليوم الـ14 فسيطلق سراح 4، وفي اليوم الـ21، سيفرج عن 3 محتجزين، كذلك في اليوم الـ 28 والـ35 (3)
في حين سيتسم الأسبوع الأخير بإطلاق سراح 12 أسيراً إسرائيلياً بالإضافة إلى هشام السيد واڤرا منغستو المحتجزين منذ حوالي ١٠ سنوات.
في المقابل، نشرت إسرائيل قائمة بأسماء أكثر من 700 أسير فلسطيني سيطلق سراحهم خلال المرحلة الأولى بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
إذ نشرت وزارة العدل الإسرائيلية في وقت مبكر من صباح اليوم السبت 18\1\2025 قائمة تشمل 737 فلسطينيا سيطلق سراحهم.
إلا أن الوزارة ذكرت أنه لن يطلقوا قبل الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي يوم غد الأحد، وهو اليوم الذي من المقرر أن تبدأ فيه عملية التبادل.
هذا وشملت القائمة أعضاء من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بعضهم يقضي أحكاما بالسجن مدى الحياة وأدينوا بجرائم مثل القتل، بحسب الوزارة.
إلا أن القائمة لم تشمل على ما يبدو القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي، البالغ من العمر 64 عاما والذي يعد أبرز سجين تحتجزه إسرائيل وينظر إليه العديد من الفلسطينيين باعتباره المرشح الأبرز لمنصب الرئيس في المستقبل.
وبالعودة إلى الوضع الميداني رغم التوافق والإعلان عن موعد وقف اطلاق النار، لم تتوقف الصواريخ الإسرائيلية على جميع انحاء القطاع حتى اللحظة ولكن وفق مصادر إعلامية أكدت انه تم التوافق على هدوء ميداني في قطاع غزة بداية من ظهر اليوم السبت 18\1\2025.
وبعد هذه الحرب وحتى اللحظة لم تكتمل الصورة النهائية لعدد الشهداء والجرحى، وهل سيتم إخراجهم للعلاج بالدول المجاورة؟، كم يبلغ حجم الدمار الذي حل بالقطاع ما هي كلفة هذه الحرب؟، من هي الدول التي ستساعد بعملية إعادة القطاع؟.
الصورة الكاملة لكل هذه الأسئلة ستبدأ منذ اللحظة الأولى لوقف إطلاق النار، وسريان هذه الإتفاق بعد عام وأربعة أشهر من حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل تحت دعم دولي وصمت عربي، وإمداد أميركي من الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس السابق جو بايدن، بحيث تم التوصل إلى اتفاق تحت ضغط الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الحالي دونالد ترامب بشهادة أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس.