مستشفى ناصر في خانيونس
كشفت وزارة الصحة في غزة اليوم الاثنين أنه تم إجلاء 14 مريضا من مستشفى في القطاع داهمته قوات الاحتلال الإسرائيلية، بينما نفت إسرائيل أن تكون عملياتها العسكرية قد أوقفت المستشفى عن العمل.
وقدم الجانبان روايات متضاربة حول الوضع في ثاني أكبر مستشفى في غزة، وهو مستشفى ناصر في خان يونس، حيث نفت إسرائيل اعتقال مدير المستشفى بعدما أكد المتحدث باسم الوزارة ذلك.
وقالت الوزارة إن المرضى الذين تم إجلاؤهم، ومن بينهم خمسة يحتاجون إلى غسيل الكلى وثلاث من حالات العناية المركزة، تم نقلهم إلى مستشفيات أخرى في جنوب غزة بفضل جهود منظمة الصحة العالمية.
وأضافت الوزارة في وقت لاحق أن 25 من أفراد الطاقم الطبي و136 مريضا ظلوا دون كهرباء أو طعام أو ماء أو أكسجين أو الإمكانيات الطبية اللازمة.
ولم يدل متحدث باسم منظمة الصحة العالمية بأي تعليق بعد. وقال المدير العام للمنظمة التابعة للأمم المتحدة تيدروس أدهانوم جيبريسوس أمس الأحد إن المستشفى لم يعد يعمل وإنه لم يُسمح لفريق من المنظمة بالدخول وإن حوالي 200 مريض مازالوا بالداخل و20 منهم بحاجة إلى النقل بشكل عاجل.
وصار مستشفى ناصر أحدث منشأة صحية تتحول إلى ساحة للقتال في الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، المستمر الآن للشهر الخامس. وتقول إسرائيل إن حماس، التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007، تستخدم المستشفيات للاختباء، وهو ما تنفيه الحركة.
واندلعت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.
وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس، إذ ردت بهجوم جوي وبري أدى لمقتل أكثر من 29 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 69 ألفا آخرين بحسب إحصاءات قطاع الصحة في غزة. وتسببت الحرب في نزوح معظم سكان القطاع الذين يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة وحولت معظمه إلى أنقاض.
* تضارب حول عملية اعتقال
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه اعتقل مئات من مسلحي حماس كانوا يختبئون في مستشفى ناصر مع تظاهر بعضهم بأنهم من الطاقم الطبي، ونشر صورا لأسلحة قال إنه عثر عليها هناك.
وتنفي حماس القيام بعمليات من محيط المستشفيات وتقول إن مزاعم إسرائيل تستخدم كذريعة لتدمير نظام الرعاية الصحية.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة لرويترز إن القوات الإسرائيلية اعتقلت 70 موظفا ومتطوعا في المستشفى بينهم مدير المستشفى الدكتور ناهض أبو طعيمة.
ونفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي اعتقال أبو طعيمة لكنه لم يعلق بعد على اعتقال 70 آخرين.
وقال المتحدث إن “قوات الجيش الإسرائيلي نفذت عمليات ضد البنية التحتية للإرهاب والإرهابيين في مستشفى ناصر”.
وأضاف “فضلا على ذلك، عمل الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع مدير المستشفى والفريق الطبي من أجل تمكين المستشفى من مواصلة العمل. كما انخرطت القوات في حوار مع المدير قبل بضعة أيام”.
وقالت رويترز إنها حاولت الاتصال بأبو طعيمة باستخدام رقم هاتف كان يعمل من قبل إلا أنه خرج عن الخدمة بعد الاتصال به عدة مرات دون رد.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (كوجات)، وهي وكالة اتصال تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية تشارك في تنسيق عمليات توصيل المساعدات إلى غزة، عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي اليوم الاثنين إن مستشفى ناصر ظل يعمل طوال الوقت خلال مداهمات الجيش.
وأوضحت كوجات “قمنا بتسهيل وصول المساعدات والإمدادات الإنسانية إلى المستشفى وقمنا بالتنسيق مع فريق من الأمم المتحدة لإجلاء المرضى”.
ووصفت كوجات عمليات الجيش الإسرائيلي بأنها “نشاط محدد ضد منظمة حماس الإرهابية في مستشفى ناصر، بهدف رئيسي هو ضمان استمرار مستشفى ناصر في عملياته”.
وقدمت كوجات قائمة بالإمدادات التي قالت إنه جرى تسليمها للمستشفى بمساعدتها، إلا أنها لم تذكر متى تمت عمليات التسليم. وشملت القائمة ناقلة تحمل 24500 لتر من وقود الديزل وإمدادات من الغذاء ومياه الشرب ومولدا بديلا وأدوية تبرعت بها منظمة الصحة العالمية.
وكان مسؤولون محليون ومسؤولو صحة تابعون للأمم المتحدة قالوا في وقت سابق إن المستشفى يفقد القدرة على العمل بسبب القتال داخل مبانيه ونقص الوقود وشح الإمدادات الأساسية.