كشفت صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها شبكة CNN حصرياً، أن روسيا والولايات المتحدة والصين قامت بتوسيع مواقعها للتجارب النووية في السنوات الأخيرة، مع تصاعد التوترات بين القوى النووية الثلاث الكبرى إلى أعلى مستوياتها منذ عقود.
وليس سرا أن هناك توترات جيوسياسية متزايدة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، وأن الجيوش الثلاثة تقوم بإجراء هذه التدريبات لإظهار قوتها لبعضها في منافسة مباشرة.
هذا من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى شيء لم يفكر فيه الناس كثيرًا منذ نهاية الحرب الباردة، وهي الترسانات النووية لهذه الدول الثلاث.
الأدلة تم الكشف عنها في صور الأقمار الصناعية التجارية التي حصلت عليها CNN حصريًا.
وتُظهر الصور الأنفاق والطرق ومرافق التخزين الجديدة التي تم إنشاؤها خلال السنوات الخمس الماضية في المواقع: نوفايا زيمليا، أرخبيل روسي في المحيط المتجمد الشمالي. لوب نور، بحيرة مالحة جافة في منطقة شين جيانغ الصينية. وموقع الأمن القومي في نيفادا بصحراء شمال غربي لاس فيغاس.
وقام الخبير في منع انتشار الأسلحة النووية جيفري لويس، بجمع هذه الصور وتحليلها، وأشار إلى أن “أحد العوامل المهمة بالنسبة للولايات المتحدة وروسيا والصين هو الرغبة في التأكد من أن الأسلحة النووية التي صممتها واختبرتها في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين لا تزال فعالة”.
من جانبه، قال سيدريك لايتون، عقيد في القوات الجوية الأميركية متقاعد ومساهم في CNN، إن “الدول الثلاث استثمرت قدرًا كبيرًا من الوقت والجهد والمال – ليس فقط في تحديث ترساناتها النووية – ولكن أيضًا في إعداد أنواع الأنشطة التي قد تكون مطلوبة للتجربة”.
ورغم عدم وجود دليل على وجود اختبار وشيك، شهد موقع نوفايا زيمليا في روسيا موجة من أعمال البناء الجديدة على مدى العامين الماضيين.
وفي الذكرى السنوية الأولى لغزوه لأوكرانيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداد روسيا لإجراء التجارب النووية، قائلًا: “بعض الشخصيات في واشنطن، ونحن نعرف ذلك حقيقة، يفكرون بالفعل في إمكانية إجراء اختبار فعلي لأسلحتهم النووية. إذا أجرت الولايات المتحدة اختبارات، فسنفعل ذلك أيضًا”.
على صعيد آخر، كشفت صور التوسيع فوق الأرض لمجمع U1A، مرفقا تحت الأرض في موقع الاختبار في نيفادا. وأكد متحدث باسم إدارة الأمن النووي الوطني الأميركي لشبكة CNN أن الأمر “يعيد استغلال البنية التحتية والقدرات العلمية في مجمع U1a”، مضيفًا: “لم تقم الولايات المتحدة بإجراء تجربة تفجير نووي منذ عام 1992، وليس لديها أي خطط للقيام بذلك”.
ومنذ انتهاء الاختبارات فوق الأرض، استخدمت الحكومات الأنفاق العميقة لإجراء تجاربها النووية. في حين تكشف صور الأقمار الصناعية عن نفق خامس جديد تم حفره في موقع اختبار لوب نور بالصين، جنبا إلى جنب مع أكوام متزايدة من الحطام المحفور.
وتتهم واشنطن الصين بتوسيع ترسانتها النووية بشكل كبير. بينما نفت وزارة الخارجية الصينية – في بيان لشبكة CNN – وجود خطط للتجارب، قائلة: “هذا النوع من التقارير لا يتحدث إلا عن إشاعات، ويضخم التهديد النووي الصيني بلا سبب”.
وبحسب ما هو معروف، لم تقم أي من هذه الدول الثلاث بإجراء اختبار كامل للأسلحة النووية منذ التسعينيات، حيث كان آخرها في الصين عام 1996 مع اختبار تحت الأرض.
وكانت الولايات المتحدة تجري منذ سنوات اختبارات يطلق عليها “التجارب دون الأساسية”. والمقصود بذلك هو ضمان موثوقية أسلحتها النووية الحالية، والتي ظل بعضها موجوداً لمدة 30 عاماً أو أكثر، وهي فترة أطول مما قد يحتفظ به كثير من الناس بسيارة.
ومن الممكن أن تقوم بعض هذه الحكومات بتحديث مرافق الاختبار الخاصة بها في حالة قيام حكومة أخرى بإجراء الاختبار أولاً. وهذا ما يجعلك تدخل في سياسة حافة الهاوية النووية هذه.