كشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن وجود ضجة كبيرة داخل المعاهد الدينية التابعة للطائفة الحريدية، وذلك بعد أن تبين أن الجيش قد أبرم تفاهمات سرية وفردية مع بعض الطلاب في هذه المعاهد بهدف إتمام خدمتهم العسكرية بعد إنهاء دراستهم في “المدرسة الدينية الكبرى”. التفاهمات تضمنت، بحسب التقرير، رفع العقوبات الشخصية عن الطلاب مقابل موافقتهم على أداء الخدمة العسكرية.
القرار يكشف تحولًا في السياسة العسكرية
جاء هذا الكشف بمثابة صدمة في أوساط المعاهد الدينية الحريدية، حيث أعلنت بعض المعاهد عن طرد 7 من الطلاب بعد اكتشاف توقيعهم على اتفاق سري مع الجيش دون علم إدارة المعهد. معهد ديني بارز في الوسط الحريدي طرد سبعة طلاب بعدما اكتشف أنهم وقعوا على اتفاقات فردية مع الجيش، وهو ما يُعتبر خرقًا للسياسات التعليمية والدينية المتبعة في هذه المعاهد.
مخصصات مالية مقابل التجنيد
وفقًا للتقارير، وافق الطلاب على تلقي مخصصات مالية من الحكومة بعد تصنيفهم “غير متخلفين عن الخدمة العسكرية”. هذه المخصصات كانت جزءًا من التحفيزات التي قدمها الجيش للطلاب مقابل قبولهم الخدمة بعد فترة دراستهم التي تمتد عادة لمدة عشرين شهرًا في تعلم التوراة.
رفض المعاهد الدينية للاحتفاظ بالطلاب المتعاونين
ورفضت بعض المعاهد الدينية هذه التفاهمات، حيث اتخذت إدارة معهد ديني بارز القرار بطرد الطلاب المتورطين. المعهد أشار إلى أن هذه التفاهمات تتعارض مع قيمه الدينية، وهو يسعى إلى “منع منح شرعية للتجنيد في الجيش ضمن هذا النمط”، مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على تماسك الأيديولوجيا الدينية التي تحظر الخدمة العسكرية للحريديم.
تحول في منهج الحريديم
يشير هذا التوجه الجديد إلى تحول ملحوظ في السياسة تجاه الشباب الحريدي، حيث بدأ الجيش في التعامل مع الحريديم كأفراد ذوي “احتياجات خاصة” وليس كجماعات موحدة. هذا التغيير يعكس تحولًا في المنهج التقليدي للطائفة الحريدية، حيث يتم الآن العمل على تفكيك بعض آليات السيطرة الدينية تدريجيًا، مع التركيز على التفرد في التعامل مع كل طالب على حدة.
مستقبل هذا التوجه
تُطلق هذه التفاهمات الجديدة تسمية “تلميد لتاميد” (أي “طالب للأبد”)، وهي تعكس سياسة جديدة تهدف إلى توجيه الشباب الحريدي للخدمة العسكرية بشكل تدريجي. يظل الوضع معقدًا على الرغم من التفاهمات السرية، إذ يشير العديد من القادة الدينيين في الوسط الحريدي إلى أن هذا التوجه قد يؤثر بشكل كبير على العلاقة بين الطائفة الحريدية والجيش الإسرائيلي في المستقبل، وسيكون له تأثيرات بعيدة المدى على مواقف الشباب تجاه الخدمة العسكرية في الجيش.
هذا الكشف يعكس حجم التغيرات التي قد تشهدها العلاقات بين الجيش الإسرائيلي وقطاعات حريدية معينة، في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية والخارجية على النظام العسكري الإسرائيلي للتكيف مع الواقع الاجتماعي والديني في إسرائيل.