قال الطبيب التركي المتطوع عمر فاروق أيدوغان إن الأزمة الطبية والغذائية بقطاع غزة المحاصر “خطيرة”، داعيا تركيا والعالم إلى تلبية الاحتياجات الصحية العاجلة وخاصة المضادات الحيوية.
ويوضح أيدوغان المختص بالجراحة العامة في مقابلة مع الأناضول، أنه تقدم برفقة 4 أشخاص آخرين للذهاب إلى غزة ضمن إطار أنشطة “مؤسسة الأيتام” ومنظمة “أطباء غزة” التطوعية التركية المعنية بأعمال المساعدات الإنسانية.
وذكر الطبيب التركي أن إسرائيل منحته تصريحا للعمل في قطاع غزة يمتد فقط حتى 8 يناير/ كانون الثاني الجاري (2025).
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت نحو 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت أطفالا ومسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ومنذ ذلك الوقت، يستهدف الجيش الإسرائيلي القطاع الصحي في القطاع ويقصف ويحاصر المستشفيات وينذر بإخلائها، ويمنع دخول المستلزمات الطبية خاصة في مناطق شمال القطاع التي اجتاحها مجددا في 5 أكتوبر الماضي.
** لا رعاية ولا مضادات حيوية
ويشدد أيدوغان على أن ما يجري في قطاع غزة ومدينة القدس المحتلة ليس قضية الفلسطينيين وحدهم.
ويتابع: “جئنا لمساعدة إخواننا في غزة دون أن ينتابنا خوف، فالاستشهاد في سبيل الله ومن أجل القدس هو أعظم شرف لنا”.
ويذكر أنه كان يعمل في أحد مستشفيات شمال القطاع، وأنه أجرى عمليات جراحية لأربعة أشخاص أصيبوا بالهجمات الإسرائيلية.
ويشير الطبيب إلى أن الهجمات الإسرائيلية بالمنطقة مستمرة يوميا، وأن المرضى ينامون في خيام خارج المستشفيات وفي باحاتها.
ويردف: “لا يمكن تقديم خدمة صحية نوعية لأنه لا يوجد مضادات حيوية ولا دواء ولا بيئة معقمة”.
ويتابع موضحا: “تحدث التهابات شديدة بالجروح بعد العمليات الجراحية وهناك نقص في المعدات الطبية. ونظام الرعاية الصحية في غزة على وشك الانهيار”.
ويؤكد أن أهم حاجة في غزة هي الغذاء والدواء، مشدداً على وجوب السماح بدخول الأدوية وخاصة المضادات الحيوية إلى غزة.
** رغبة عالمية
ويوضح أيدوغان أن أطباء من مختلف أنحاء العالم يريدون القدوم إلى غزة وأن إسرائيل سمحت لعدد قليل جداً منهم بالدخول ولفترة قصيرة جدا.
ويلفت الطبيب التركي إلى أن الفلسطينيين في قطاع غزة سعداء جدًا بالمساعدات القادمة من تركيا.
ويستطرد: “جميع المرضى هنا يقولون الرئيس رجب طيب أردوغان خاصة عندما يسمعون أننا أتراك. إنهم يحبون الرئيس أردوغان كثيرا ويريدون منه أن يمد المزيد من يد العون لغزة”.
ويشير إلى وجود أزمة غذائية خطيرة بقطاع غزة وأن الناس يواجهون صعوبة في الوصول إلى الغذاء ومياه الشرب.
** ممر مساعدات
ويؤكد الطبيب أيدوغان إلى أن خطر انتشار الأمراض الوبائية في قطاع غزة بلغ مراحل متقدمة للغاية.
ويتابع: “في هذه الأيام يصبح الجو باردا ليلا في غزة، وهذا الطقس لا يؤثر على البالغين فقط، وإنما على الأطفال بشكل خطير للغاية. وخاصة النساء والأطفال حديثي الولادة يفقدون حياتهم في ظل هذه الظروف”.
ويعاني النازحون الفلسطينيون داخل خيام مصنوعة من القماش والنايلون من ظروف معيشية قاسية جراء شح مستلزمات الحياة الأساسية والملابس والفراش والأغطية، حيث تتفاقم مع فصل الشتاء، ومات خلال الأسبوع الأخير 6 أطفال رضع جراء البرد الشديد.
ويردف الطبيب: “ينبغي فتح ممر للأدوية والغذاء إلى غزة، هناك حاجة للمعدات الطبية في القطاع، فالمرضى الذين يخضعون لعملية جراحية في غزة يضطرون لمغادرة المستشفيات فوراً لأن هناك مرضى ينتظرون إجراء الجراحة”.
ويضيف: “الناس لا يستطيعون العثور على وجبة طعام واحدة في اليوم، وأزمة الغذاء تزداد في القطاع بسرعة ولا يوجد إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة. هذه كلها أسباب يمكن أن تؤدي إلى انتشار الأوبئة”.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.