قال مستشفى العودة بمخيم النصيراتبوسط قطاع غزة اليوم الخميس إن 17 فلسطينيا على الأقل، بينهم أطفال، استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة بالمخيم الذي يؤوي نازحين.
وزعم الجيش الإسرائيلي أنه قصف مركز قيادة تابعا لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في مجمع كان في السابق مدرسة في النصيرات.
وحتى الآن، تتلاشى الآمال بأن استشهاد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحماس قد يوفر فرصة لإنهاء الحرب رغم الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أمر بإجلاء أعداد كبيرة من المدنيين واعتقل أكثر من 200 يشتبه في أنهم مسلحون في شمال القطاع وتحديدا في المنطقة المحيطة بجباليا، وهي هدف لعملية عسكرية مستمرة منذ أسابيع.
وقال أحد سكان جباليا لرويترز عبر تطبيق للتراسل “بدل ما يكون في وقف إطلاق النار، الحرب في الشمال بلشت من تاني، إحنا محاصرين ومجوعين والاحتلال بيتصايدنا من الطيران ومن الدبابات”.
وقال مسعفون في المستشفى الإندونيسي، أحد المستشفيات الثلاثة التي لا تزال تعمل في المنطقة، اليوم الخميس إن أحد زملائهم استشهد جراء القصف الإسرائيلي في حين اُعتقل آخر أثناء توجهه إلى العمل.
ورفض المسؤولون بمجال الصحة في المستشفيات الثلاثة، التي تقول إنها نفدت منها الإمدادات الطبية والغذائية والوقود، الأوامر الإسرائيلية بإخلاء المستشفيات أو ترك المرضى دون رعاية.
وقالت مديرية الدفاع المدني إن الهجمات الإسرائيلية على موظفيها أدت إلى تعليق عملياتها. وتسبب الجيش الإسرائيلي في إصابة ثلاثة من أفرادها واعتقل خمسة آخرين فيما قصفت دبابة شاحنة الإطفاء الوحيدة التابعة لها.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني إن الناس في تلك المناطق تُركوا “بدون أي خدمات إنسانية أو طبية أو إسعاف”.
وأججت العملية في الشمال مخاوف بين الفلسطينيين من أن القوات الإسرائيلية تقوم بإخلاء المنطقة من أجل إنشاء منطقة عازلة غير مأهولة للجيش بعد الحرب أو تمهيد الطريق لعودة المستوطنين الذين انسحبوا من غزة في عام 2005.
ونفت إسرائيل مثل هذه الخطط واتهمت حماس بعرقلة إجلاء المدنيين من أجل توفير الغطاء لمسلحيها، وهو ما تنفيه حماس بدورها.
ومع دخول الحرب عامها الثاني يقترب عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي في غزة من 43 ألف شخص، مع تدمير القطاع المكتظ بالسكان بالكامل ونزوح كل سكانه تقريبا.
وشنت إسرائيل الحملة ردا على هجوم قادته حماس على إسرائيل العام الماضي وأسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة في غزة، وتقول إسرائيل إنها ستستمر حتى تفكيك حماس بالكامل واستعادة الرهائن.
لكنها لم تعلن عن خطة واضحة لمستقبل غزة بعد الحرب، ويبدو أن الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار متعثرة.
وقالت حماس، التي لم تعلن بعد عن خليفة للسنوار، إن وفودها تزور تركيا وقطر وروسيا، فضلا عن التواصل مع مصر والأمم المتحدة وإيران.