الأربعاء 22 جمادى الأولى 1445 ﻫ - 6 ديسمبر 2023 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عشية جولة الانتخابات الحاسمة.. أردوغان يزور ضريح زعيم تركي أعدمه العسكر

عشية الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تركيا، اختار الرئيس رجب طيب اردوغان السبت زيارة ضريح رئيس الوزراء القومي الإسلامي السابق عدنان مندريس الذي أعدمه العسكريون، ويشكل مصدر إلهام له في السياسة، في محاولة لحشد تأييد القاعدة المحافظة.

يعتبر الرئيس التركي المنتهية ولايته (69 عاما) الأوفر حظا للفوز في الدورة الثانية في مواجهة مرشح المعارضة كمال كيليجدار أوغلو (74 عاما).

وكان عدنان مندريس الشخصية البارزة لدى اليمين المحافظ التركي أنهى في 1950 حكم حزب الشعب الجمهوري العلماني الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، قبل ان يعدمه العسكريون.

أثار اردوغان الذي وصف بأنه منهك وان الأزمة الاقتصادية انهكته وكذلك تداعيات زلزال 6 شباط/فبراير، مفاجأة بحصوله على 49,5% من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 14 أيار/مايو مقابل 45% لمنافسه.

منذ ذلك الحين، حاول كمال كيليجدار اوغلو، مرشح تحالف من ستة أحزاب من اليمين القومي وصولا الى اليسار، عبثا تعبئة مؤيديه بما يشمل اليمين.

وانتشر أنصاره في شوارع المدن الكبرى لوضع منشورات في المباني تطالب السكان بالتصويت الأحد وكتب عليها “أيها الجيران، لا تنسوا الدورة الثانية في 28 أيار/مايو”.

السبت سيتحدث رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وهو من حزب الشعب الجمهوري، في المدينة.

ولكن خلافا للرئيس المنتهية ولايته الذي كان حاضرا في كل مكان على المدرجات وعلى شاشات التلفزيون، كان على كمال كيليجدار أوغلو أن يخوض معركة قوية لإيصال صوته في مختلف أنحاء البلاد.

بحسب منظمة “مراسلون بلا حدود”، فان التلفزيون التركي العام “تي ار تي” أعطى اردوغان “وقت بث بمعدل ستين مرة أكثر مما منحه” لمنافسه خلال الحملة.

“البقاء في السلطة”

مساء الجمعة وفي حديث مباشر مع شبكة “فوكس” اتهم كيليجدار أوغلو هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية بحجب رسائله النصية إلى ناخبيه “بأمر من أردوغان”.

وقال إن معسكر الرئيس “يحاول بكل الوسائل البقاء في السلطة” مضيفا “لقد سيطروا على كل المؤسسات التي تخص 85 مليون شخص ولا تعود لرجل واحد”.

في الوقت نفسه، اتهم الرئيس في حديث مع التلفزيون التركي العام “وسائل الاعلام الغربية بأنها لا تزال تسعى الى فبركة أخبار كاذبة”.

تبدو الحسابات مواتية لأردوغان خصوصا بعدما قرر القومي المتشدد سنان أوغان الذي نال 5,2% من الأصوات في الدورة الأولى، تجيير أصواته لصالح الرئيس المنتهية ولايته.

ومن اجل استمالة هذه القاعدة الناخبة سيقوم بزيارة أخيرة ضمن الحملة لضريح رئيس الوزراء السابق مندريس الذي أزيح بانقلاب عسكري في 1960 وشنق بعد سنة.

اتهم مندريس بإصدار أوامر بارتكاب مذابح ضد اليونانيين في إسطنبول عام 1955، وقد استخدم الإسلام كأداة سياسية وأعاد الأذان بالعربية وأعاد فتح آلاف المساجد المغلقة.

وقال الرئيس التركي في كانون الثاني/يناير إن الانتخابات الرئاسية تجري “بعد 73 عاما على انتصار مندريس” الذي ألهم نموذجه حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ الذي رافق صعوده الى السلطة اعتبارا من سنوات الألفين.

وكتب اردوغان في تغريدة صباح السبت “أنا أصرخ لكل فرد من أمتي: ليس بدونكم!”.

في المقابل، صعّد كيليجدار أوغلو الذي كان يدعو الى التهدئة قبل الدورة الأولى، خطابه ولعب على الشعور المناهض لوجود اللاجئين السوريين في البلاد.

تستقبل تركيا مع 3,4 ملايين لاجئ سوري (بحسب الأرقام الرسمية) ومئات آلاف الأفغان والإيرانيين والعراقيين، وهي أول دولة مضيفة في العالم.

وعد كيليجدار اوغلو، خصوصا في الجنوب المتاخم لسوريا الذي تضرر بشدة من الزلزال، “بإعادة السوريين” في السنة التي تلي انتخابه.

وكرر حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد دعمه غير المشروط له رغم التقارب المريب لكيليجدار أوغلو مع مجموعة قومية متشددة صغيرة مناهضة للأكراد ومعادية للأجانب.

وقالت بروين بلودان وهي مسؤولة في حزب الشعوب الديموقراطي إن “أردوغان لم يكن أبدا خيارا لنا” فيما كتب أحد رموز الحزب صلاح الدين دميرتاش المسجون، على تويتر “ليس هناك دورة ثالثة في هذه القضية! فلنجعل كيليجدار أوغلو الرئيس ولندع تركيا تتنفس. توجهوا الى صناديق الاقتراع وصوتوا!”.

تفتح مكاتب الاقتراع أبوابها الاحد عند الساعة الثامنة صباحا (5,00 ت غ) حتى الساعة 17,00 (14,00 ت غ) وستعرف النتائج الأولية مساء.

لكن هذه المرة يعتزم حزب الشعب الجمهوري نشر “خمسة مراقبين لكل صندوق اقتراع، أي حوالى مليون شخص لضمان أمن” التصويت.

    المصدر :
  • فرانس برس AFP