أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أنه لا يمكن تحقيق كل الأهداف من خلال العمل العسكري فقط، بل “ستكون هناك حاجة إلى تنازلات مؤلمة لإعادة الأسرى (المحتجزين في قطاع غزة)”.
جاء ذلك خلال كلمة له الأحد، في المراسم الرسمية لما يعرف بـ “يوم الحداد الوطني”، بجبل هرتسل في القدس، لإحياء ذكرى القتلى الذين سقطوا في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي 7 أكتوبر 2023 شنت حركة حماس وفصائل فلسطينية هجوماً على مستوطنات ومواقع إسرائيلية محاذية لقطاع غزة فقتلت وأسرت إسرائيليين. وقالت حماس إن الهجوم رد على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
وقال غالانت: ” لقد مر عام منذ أن ذهبنا إلى الحرب بلا خيار”، مشيرا إلى أن الحرب “معقدة ومليئة بتحديات لا مثيل لها”.
وأضاف: “هذا العام ضربنا عدونا، وخلقنا واقعاً أمنياً مختلفاً حولنا، لكن الأثمان باهظة، نعم باهظة جداً”.
وزعم غالانت أن إسرائيل “قلبت مجرى الحرب وسجلت إنجازات غير مسبوقة، في جميع قطاعات القتال”.
ومضى بقوله: “في الجنوب – لم تعد حماس تعمل كإطار عسكري، وفي الشمال – حزب الله لا يزال يتلقى سلسلة من الضربات وتم القضاء على التسلسل القيادي، وتدمير معظم قوته الصاروخية وتعرضت قواته للضرب والانسحاب من خط الحدود”.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها “حزب الله”، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
فيما يرد “حزب الله” يوميا بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
وتأتي تصريحات غالانت قبيل استئناف المفاوضات الهادفة لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس اليوم الأحد في العاصمة القطرية الدوحة.
ومساء الخميس، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن تل أبيب سترسل وفدها المفاوض برئاسة رئيس “الموساد” ديفيد برنياع، إلى قطر، الأحد المقبل، لبحث إمكانية استئناف مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وتابع غالانت: “هذه الإنجازات المهمة تحدث تغييراً في علاقات القوة بين إسرائيل وأعدائها، وتسمح لنا، على المستوى السياسي، بتحقيق أهداف الحرب، واتخاذ كل قرار من موقع القوة والردع للوصول إلى واقع مختلف في الشرق الأوسط”.
وأردف قائلا: “هذا هو المكان المناسب للإشارة إلى أنه لا يمكن تحقيق كل هدف من خلال العمل العسكري فقط، فالقوة ليست الهدف من كل شيء”.
وختم بقوله: “عندما نأتي إلى الوفاء بواجبنا الأخلاقي وهو إعادة المختطفين إلى ديارهم، فإن الأمر يتطلب تقديم تنازلات مؤلمة”.
ورغم تواصل جهود وساطة قطر ومصر منذ أشهر، وتقديم مقترح اتفاق تلو آخر لإنهاء الحرب على غزة وتبادل الأسرى، يواصل نتنياهو وضع شروط جديدة تشمل “استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة (عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع)”.
من جانبها، تصر حركة “حماس” على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب للقبول بأي اتفاق.
وتقدر إسرائيل وجود 101 أسير بقطاع غزة، بينما أعلنت حركة حماس مقتل عشرات من الأسرى بغارات إسرائيلية عشوائية.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية على غزة خلّفت أكثر من 143 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.